التركية التدميرية والمشاريع الاستعمارية فرغبة الهيمنة الاستعمارية ونهب ثروات المنطقة لا تفارق ذهنية سليل العثمانية البائدة ورغبته الجامحة في السيطرة الاحتلالية والتدخل العدواني السافر في شؤون الدول تضخمت واستطالت لتبلغ ذروتها الانتهازية الوصولية لتطول دول المغرب العربي وخاصة ليبيا التي تعاني من التدخل الغربي الاستعماري في شؤونها وتدفع ضريبة الأطماع والجشع الغربي والإقليمي باهظاً من دماء وسلام أبنائها.
في هذا السياق أعلنت موسكو أن تدخل أي طرف ثالث في الشأن الليبي لن يساعد في إيجاد حل للأزمة في هذا البلد، وأعربت عن ترحيبها بالجهود التي تهدف إلى مساعدة الليبيين في التوصل إلى حل، وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي، أمس (الوضع في ليبيا يثير قلقاً عاماً، بما في ذلك قلقنا)، مشيراً إلى أن (روسيا مهتمة بالتوصل إلى تسوية سلمية في أقرب وقت ممكن، ووقف إراقة الدماء هناك).
وتعليقاً على عزم تركيا إرسال قوات إلى ليبيا، قال بيسكوف: (نعتبر أن أي تدخل لدول أخرى في الوضع الليبي لن يساعد في التوصل إلى تسوية، لكن نرحب بأي محاولات من دول أخرى من شأنها المساهمة في التوصل لحل ومساعدة أطراف الصراع للخروج من الأزمة) وأوضح أن ما تمر به ليبيا الآن هو (نتيجة للتدخلات المعروفة جيداً من دول معروفة لتدمير الدولة الليبية).
وتأتي تصريحات الكرملين عقب تجديد رئيس النظام التركي رجب أردوغان تأكيده استعداد أنقرة لإرسال قوات إلى ليبيا لدعم ميليشيات الوفاق التي يتزعمها فائز السراج.
وكان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري أكد أن المخابرات التركية تنقل إرهابيي تنظيمي (داعش) و(النصرة) من سورية إلى ليبيا عبر مطار جربة التونسي.
ونقلت مصادر إعلامية عن المسماري قوله (بالتأكيد تم نقل إرهابيين من داعش وجبهة النصرة تم نقلهم من الأراضي السورية بواسطة المخابرات التركية والكثير من المرتزقة المسلحين)مؤكداً أن هذا الموضوع خطير جداً لافتاً إلى أن هناك استخداماً لأحد مطارات تونس في هذا الجانب، وهو مطار جربة، حيث يتم إنزال مجموعات إرهابية في تونس، ويتم نقلهم إلى ليبيا عن طريق الجبل الغربي، ومطارات مصراتة وزوارة ومعيتيقة استقبلت أعداداً كبيرة من إرهابيي(جبهة النصرة وداعش).
وأشار المسماري إلى أن البرلمان التونسي السابق تحدث عن ذلك في إحدى جلساته، وهناك أحاديث للسياسيين التونسيين عن هذا الأمر بالأرقام.
وكان أردوغان قد تحدث في وقت سابق أمس عن أطماعه التوسعية وأوهامه العثمانية لإعادة احتلال المنطقة وأعلن عزمه إرسال قوات تركية إلى ليبيا.
من جهته الجيش الليبي يستكمل عملياته العسكرية لاستعادة المناطق التي تحتلها الميليشيات المسلحة وكان القائد العام لـ(الجيش الوطني الليبي)المشير خليفة حفتر قد عقد اجتماعاً في مقر القيادة العامة بمنطقة الرجمة مع ضباط غرفة العمليات لكل المحاور، لمتابعة سير العمليات العسكرية.
وأعلن الناطق باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري مؤخراً، أن الجيش سيحسم معركة طرابلس في أي لحظة، مؤكداً أنه سيدمر أي موقع يهدد أمن ليبيا.
وقال المسماري، إن (المعركة قوية جداً الآن في الأحياء الرئيسية بجنوب وجنوب شرق طرابلس، ونؤكد أن القوات المسلحة ستحسم المعركة في أي لحظة)، واصفاً الأوضاع الميدانية بأنها (ممتازة جداً).
يشار إلى أن قائد الجيش والقوات المسلحة الليبية خليفة حفتر أعلن في 12 الشهر الجاري حلول (ساعة الصفر) لمعركة طرابلس، وبدء العمليات للوصول إلى قلب العاصمة الليبية.
وتعاني ليبيا منذ عدوان الناتو عليها عام 2011 حالة من الفوضى والانفلات الأمني في ظل انتشار السلاح والتنظيمات الإرهابية التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن والمناطق بينما يتنازع على السلطات حالياً طرفان أساسيان هما (الوفاق) والحكومة العاملة في شرق ليبيا التي يدعمها مجلس النواب في مدينة طبرق والجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
إلى ذلك فإن سياسة أردوغان الانتهازية ولعبه على حبال الأزمات في المنطقة ومساعيه المفضوحة لتأجيج الاقتتال ودعم المليشيات الإرهابية وإعلانه عن نيته بإرسال جنود أتراك لغزو ليبيا بذرائع كاذبة تناولتها مجلة (ناشيونال انترست) الأميركية التي كشفت نيات أردوغان الاستعمارية بتوسيع دائرة بلطجته العدوانية في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن رئيس النظام التركي، يسعى إلى الهيمنة على العالم العربي ومناطق أخرى في الشرق الأوسط ضمن خطة تعتمد على التهديد والقوة والمشكلات السياسية والأمنية الداخلية في المنطقة.
وقالت (ناشيونال انترست) في تقرير لها إن أردوغان له طموحات كبيرة في الشرق الأوسط، وسلوكه وتحركاته الأخيرة تأتي في هذا الإطار، خاصة غزوه لشمال سورية وتدخله في ليبيا وعمليات التنقيب عن النفط مقابل قبرص .
وأعرب التقرير الذي جاء تحت عنوان (الخطط الكبرى لتركيا لتحقيق الهيمنة في المنطقة)، عن اعتقاده بأن (أردوغان بدأ ينتهج سياسة إبراز العضلات في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا وسورية والعراق في الوقت الذي يسعى بكل جهده إلى تأمين دعم حلف الناتو لسياسته العدوانية).
وأضافت إنه من الواضح أن استراتيجية أنقرة الكبرى في المنطقة تقوم على أساس دمج المبادرات السياسية والعسكرية والاقتصادية في إطار واحد مع استعداد كبير لاستخدام التهديد والقوة لتحقيق أهدافها وخاصة البروز كقوة إقليمية وعالمية والهيمنة على المنطقة، مشيرة إلى أن (تركيا تستمد قوتها من أزمات ومشكلات الغير وأنها دوما تدعي بأنها هي الفائزة).
لكن المجلة تؤكد أن (أنقرة أخطأت في كثير من سياساتها الخارجية وأن هذه الأخطاء سببت لها مشاكل داخلية وخارجية وأدت في الوقت نفسه إلى تراجع عدد حلفائها سواء في الشرق الأوسط أو خارجه). ووقعت تركيا مؤخراً، اتفاقية أمنية وبحرية مع ميليشيات الوفاق الليبية، أثارت انتقادات دولية واسعة اتهمتها بمحاولة الهيمنة على مياه البحر الأبيض المتوسط.