تطفو على سطح المشهد معطيات جديدة تشير الى ان رعاة الارهاب وداعميهم باتوا في موقف حرج يبحثون من خلاله عن مخرج لمآزقهم المتكررة في الميدان السوري عموماً وفي ادلب خصوصاً التي باتت مع هذا التقدم النوعي قاب قوسين او ادنى من عودتها الى حضن الوطن .
النظام التركي الذي لعب دور رأس الحربة الارهابية في ادلب وقدم كافة اشكال الدعم لمرتزقته « النصرة « يحاول اليوم بعد الصفعة القوية التي تلقاها عقب التقدم النوعي للجيش العربي السوري في ادلب المناورة والعزف مجدداً على اسطوانة افلاسه المكررة وهو الطلب بوقف اطلاق النار كعادته في محاولة لايقاف عجلة تقدم الجيش العربي السوري بهدف اعادة ترتيب اوراقة المبعثرة ولملمة تشظي ادواته في معركة الشمال وايجاد مخرج من عنق الزجاجة لادواته هناك وذلك من خلال المراوغة وتسول التهدئات بعد ان حشر ارهابيوه في زاوية الهزيمة.
اما الاميركي ومعه الدول الغربية الاخرى التي دنست الارض السورية ويسيرون في نفس الركب التركي يعولون كذلك على وهم تأخير معركة تحرير ادلب وايقاف عجلة تقدم الجيش العربي السوري التي ستطيح كل محتل او ارهابي عاث في الارض السورية خراباً ودماراً .
بالتوازي مع هذه المؤشرات الميدانية التي تصب برمتها في صالح الدولة السورية بعيداً عن كل المحاولات الاميركية والتركية والاوهام البعيدة المنال لايقاف معركة ادلب التي دفنت وتدفن يومياً كل احلامهم الاستعمارية الى غير رجعة التي تتساقط تحت اقدام الجيش العربي السوري اعتبر خبراء عسكريون انه بواسطة خطة الدفاع الاستراتيجي والعملية المخططة والتي تنفذ من خلال التقدم التدريجي استطاع الجيش العربي السوري استعادة العديد من القرى والمدن كما سيتمكن من الوصول الى سراقب خلال الايام، مضيفين ان الجيش سيتعامل مع النقطة التركية في سرمان كما تعامل مع النقطة مورك وان الـ 12 نقطة التركية الموجوده سيصل لها الجيش العربي السوري وسيتعامل معها بنفس الطريقة وستجد القوات التركية ان لا مكان لها في هذه الجغرافيا.
واضاف الخبراء ان تركيا تحت ذريعة الدعم الانساني وتامين الغطاء اللوجستي للمدنيين توفر كل اشكال الدعم العسكري للجماعات الارهابية المسلحة .
وفيما يخص الطلب التركي بوقف اطلاق النار والذي جاء على لسان المتحدث باسم رئاسة النظام التركي المدعو إبراهيم قالن والذي يشير الى ان النظام التركي بات في مأزق كبير عقب تقدم الجيش العربي السوري الذي شكل له صفعة قوية، رأى محللون سياسيون ان الطلب التركي لوقف اطلاق النار في ادلب ليس جديدا ويهدف لوقف تقدم الدولة السورية لاعادة سيطرتها وسيادتها على كامل الاراضي السورية لان ذلك لا يصب في خدمة المصالح التركية.
واضافوا ان انقرة تريد ان تبقي مجموعة من الأوراق الرئيسية في يديها حتى تستطيع ان تفاوض بها سواء في سوتشي او جنيف او استنة او غيرها من طاولات التفاوض الاخرى لتحصل على ما تسمى «مكاسب سياسية» .
واكد المحللون انه في ظل عدم تنفيذ انقرة لكل بنود الاتفاق المبرم في مدينة سوتشي فان روسيا لن تقوم باي شئ يوقف تقدم الجيش العربي السوري، مشيرين الى تاكيدات موسكو على ضرورة وضع حد للارهاب في ادلب وتجفيف منابع الارهاب هناك .
الى ذلك اعتبر الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف موتوزوف ان ساحة القتال في الميدان تشهد التقدم اليومي للجيش العربي السوري في تحرير اراضيه من الارهابيين. واضاف ان موسكو لن تتراجع عن مبادئها وهي احترام سيادة الدولة السورية والقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة. وتابع ان اتفاق سوتشي يقوم على ضرورة احترام انقرة لسيادة الدولة السورية وان ترتب الامور السياسية خلال مدة محددة مع «النصرة» وبقايا «داعش» ، معتبرا ان تركيا لم تنفذ كل بنود الاتفاقية.
جاء ذلك في وقت عولت فيه الولايات المتحدة ودول غربية على تأخير وعرقلة معركة تحرير إدلب، التي ستشكل في نهايتها إعلان بدء استحقاق إخراج قواتهم الاحتلالية من سورية.