وهكذا أعلن بيان عسكري السبت 4 آب عن اغتيال العالم السوري الدكتور عزيز اسبر في مصياف غرب حماة بعبوة ناسفة بسيارته المفخخة؛ وهو مدير مركز الدراسات والبحوث العلمية.
ووفقا لمصدر عسكري يشتبه أن إسرائيل خلف هذا الهجوم لأنها استهدفت بالفعل مركز الدراسات والبحوث في 22 تموز الماضي حيث ضربت أربعة صورايخ على مركز البحوث لكن لم يكن الدكتور اسبر موجوداً، واقتصرت يومها على أضرار مادية.
وتحدثت الأحد نيوز في مقالتها المعنونة بـ «اغتيالات منهجية للأكاديميين والعلماء السوريين في مصلحة إسرائيل»، عن اغتيال المهندسين الخمسة العاملين في مجال الطاقة النووية في برزة حيث كانت طبيعة عملهم سرية، بعد مراقبتهم جيداً لفترة من الزمن أطلقت عليهم النيران في منطقة التل.
ذكرت الصحيفة أنها ليست المرة الأولى التي يُعمد فيها إلى تصفية الخبراء والعلماء والأكاديميين السوريين، لقد تحولت جبهة النصرة إلى ذراع زعيم الموساد تامير باردو الذي يزود المنظمة بالبيانات والدعم اللوجستي مقابل عمليات الاغتيال. واستهدفت جبهة النصرة نخبة من الطيارين، ودمرت مراكز البحث العلمي ومراكز الإنذار المبكر التي تحمي البلاد من الهجمات الخارجية.
فمع بداية الحرب على سورية، أمسك الجيش السوري بمجموعة من جبهة النصرة مزودة بأسلحة وبمعدات اتصالات متطورة، وتشير المعلومات والتقارير الواردة من روسيا والصين إلى الدور الفعال للصهيونية والسي آي إيه التي يقودها الجنرال ريتشارد كليفلاند. هاتان الجهتان اللتان قادتا الحرب على سورية قدمتا لجبهة النصرة التدريبات اللازمة في عمليات الاغتيال، دخل هؤلاء عن طريق الأردن والجولان المحتل وانتشروا على الأراضي السورية. هذا بالإضافة إلى الدور الهام الذي لعبه الموساد في تركيب غرف العمليات ومعسكرات التدريب في الأردن وتركيا وكردستان العراق.
المجموعات التي تدربت في هذه الأماكن بالتعاون مع القوات الإسرائيلية «ماجلان» -المتخصصة في الهجمات الجوية على المطارات وقوة «بيتا آي آر» المتخصصة في الاغتيالات- كان تعاونها وثيقا مع المحققين الإسرائيليين.
لم تقتصر رعايتها لجبهة النصرة على التدريب فقد أمّنت لها إسرائيل الدعم في عدة أماكن بسورية لاسيما في المواقع العسكرية والأكاديمية مثل حمص وريفها، ريف درعا، الغوطة الشرقية والقلمون، فقد حصلت المجموعات المسلحة على كل أشكال الدعم التقني المتطور، بما في ذلك الاتصالات السلكية واللاسلكية والتجسس وحتى المساعدة المباشرة.
في نهاية تشرين الثاني 2011، تم اغتيال ستة طيارين مدربين على الطائرات الحديثة في ريف حمص، وفنيين وضباط على يد مسلحين، واستمرت اغتيالات الكوادر والخبراء السوريين فقد قتل اللواء عبد الله خالدي وتم احتجاز عدد من الطيارين العسكريين كرهائن، ثم قطعت رؤوسهم.
بعد ذلك بدأت المجموعات المسلحة مجموعة من الاغتيالات المنهجية، استهدفت العديد من الباحثين والأكاديميين بما في ذلك اللواء العالم نبيل زغيب المسؤول عن تطوير برنامج الصواريخ السوري حيث اغتيل في دمشق هو وعائلته، أيضا اغتيل الدكتور سمير رقية في حلب مهندس طيران اختطفته جبهة النصرة عام 2012، وعرضت شريط فيديو بعد فترة لجسده مشوها بآثار التعذيب.
اتبع المسلحون طريقة الموساد على مراكز البحوث العلمية والأكاديمية باستهداف المراكز العلمية، قواعد الطيران والرادارات، لاسيما الموجودة في مرج السلطان في الغوطة الشرقية وكذلك الموجودة في ريف درعا.
بالمختصر، نستنتج من طبيعة المهمات التي نفذتها ذراع الموساد في سورية، وحجم الخسائر في البنى التحتية الاقتصادية والعسكرية، بما في ذلك الأدمغة والخبراء، الرادارات، ومحطات الإنذار المبكر، أنظمة الدفاع الجوي والطيارون نستنتج أن المستفيد الأساسي من ذلك هو عدو محور المقاومة. في الواقع، لطالما كان هدف الكيان الصهيوني القضاء على البنية العسكرية، العلمية والفنية للجيش السوري، عن طريق قتل الضباط تمهيدا لإبعاد الجيش عن إطار الصراع. عدا ذلك يؤكد هذا الأمر مقالة نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت للصحفي الصهيوني بن ياشاي بتاريخ 14/1/2012 أكد فيها أن عمليات القتل المذكورة كانت مميزة لمكانة ونوعية الرجال الذين قتلوا، ومصادر المعرفة والمعلومات والخبرات ويقول: «ليس بالضرورة أن يكون الشخص خبيرا ليكتشف أن عمليات القتل والتفجيرات التي حدثت في سورية هي من عمل منظمات سرية مرتبطة بدول مستفيدة من هذه الأعمال. المنظمات التي تقودها دول كهذه وحدها قادرة على تنفيذ عمليات القتل هذه».