تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وحدة الاغتيالات في الموساد «الموت»..ظل الكيان

الثورة
قاعدة الحدث
الثلاثاء 7-8-2018
زينب العيسى

على مدار العقود الماضية، لم تتوقف عمليات اغتيال العلماء والأكاديميين العرب على يد الموساد، وقد رصدت (إسرائيل) لتلك العمليات أجهزة ومعدات ومتخصصين وأموالاً، لإدراكها أنها جزء من الحرب الدائمة والمفتوحة في استراتيجيتها المعلنة والمستترة ضد العرب.

عملية اغتيال اللواء عزيز أسبر، وإن لم يكشف عن الجهة المنفذة بعد، إلا أن بصمات التنفيذ وشخصية المستهدف، توجه بوصلة الاتهام إلى جهاز الموساد الإسرائيلي لتضاف إلى قائمة من انتهاكاته.‏

وهي الوحيدة التي أضفت على الاغتيالات الطابع المؤسساتي، فقد استحدثت جهازاً خاصاً بعمليات الاغتيال، وألحقت به وحدة مختصة بالاغتيالات من جهاز الموساد.‏

وبعد احتلال فلسطين عام 1948، أصبحت الاغتيالات سياسة (إسرائيلية) راسخة عند قادتها، ولاسيما أنهم شاركوا في العديد من الاغتيالات، وعلى رأس هؤلاء بعض الشخصيات التي تبوأت منصب رئيس وزراء (إسرائيل) من قبيل إسحاق شامير، وإسحاق رابين، وأرييل شارون، وشمعون بيريز، ومناحيم بيغن، حيث انضووا في إطار العصابات الصهيونية، (الهاغانا، والشتيرن، والأرغون)، وغيرها من العصابات الصهيونية.‏

ليس هناك حاجة لاعتراف إسرائيلي، أو اكتشاف أدلة حسية تثبت من يقف وراء عملية اغتيال كل العلماء في سورية، فقد استبعد محللون إسرائيليون أمس الاثنين، أن تكون إحدى المجموعات المسلحة السورية وراء اغتيال العالم السوري، الدكتور عزيز أسبر، وألمح هؤلاء المحللون إلى أن الموساد الإسرائيلي هو الذي يقف وراء عملية الاغتيال هذه.‏

وتبين من التحليلات أن اغتيال العالم عزيز اسبر يفسر الاستهدافات المتكررة لمركز البحوث العلمية في ريف حماة، والذي تعرض لأكثر من غارة صهيونية، كان أحد أهدافها اغتيال الدكتور الشهيد، وصولاً إلى اختيار اللحظة المناسبة لاغتياله.‏

ووفقاً لمحلل الشؤون الاستخبارية في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، رونين برغمان، وهو ما ذكره أيضاً المحلل العسكري في صحيفة (معاريف) يؤاف ليمور، أن اسبر نجا من عدة محاولات اغتيال، بينها اعتداء إسرائيلي لمنشآت مركز البحوث العلمية في ريف حماة .‏

وكتب برغمان أنه (ظهر اسم أسبر، المعروف لإسرائيل منذ سنوات طويلة. وقد جاء من خلفية علمية، لكنه أصبح شخصية مهمة في إدارة مشروع تطوير الأسلحة في سورية).‏

من جانبه، أشار ليمور إلى أن إسرائيل (تنتهز فرصة) المرحلة الأخيرة من الحرب الدائرة في سورية كي تشن عمليات اغتيال وقصف مواقع، وأنه (منذ اللحظة التي تُسمع فيها صافرة انتهاء الحرب، في وقت ما قريباً، سيكون كل شيء معقد، من الغارات وحتى الاغتيالات).‏

من جانبه، أشار ليمور على أن إسرائيل تقف وراء اغتيال اسبر، معتبراً أنه على الأرجح أن هذه (نهاية الحرب) هي الخلفية لاغتيال العالم السوري عزيز أسبر).‏

واستبعد أن تقوم الجماعات الارهابية المسلحة في سورية بعملية الاغتيال حيث قال: (إنه على الرغم من تبني) المجموعات المسلحة (المسؤولية عن الاغتيال)، إلا أنه ثمة شك إذا كانوا يقفون وراء الاغتيال، وليس لأنهم يمتنعون عن اغتيال مسؤول سوري، فـ اسبر ليس هدفاً جذاباً بالنسبة لهم، وخصوصاً ليس في المرحلة التي يحاربون فيه على نسبة الأوكسجين الأخيرة لهم).‏

مشكلة الكيان الصهيوني أنه عَلِمَ ( أن كل رسائله التهويلية مع الدولة السورية لم تجد نفعاً، فاكتشفت (تل أبيب) بالتجربة الملموسة تصميم القيادة السورية على مواصلة طريق استعادة وتطوير قدرات سورية الردعية).‏

أمام هذا الواقع المعقد، وجدت نفسها ملزمة بانتهاج خيار استهداف القدرات نفسها للحؤول دون تراكمها وتطورها وهو ما نشهده من فترة إلى أخرى.‏

فالالتفاف في تنفيذ الاعتداءات له تفسيراته، إذ إن عدم اغتيال الدكتور اسبر عبر ضربة عسكرية مباشرة وموضعية، يعكس حقيقة الحذر والخوف الإسرائيلي ومساعيها لتجنب تعمد التدحرج نحو مواجهة واسعة، وخصوصاً أن ظروف سورية باتت تختلف كلياً عما كانت عليه خلال السنوات السابقة، وتحديداً لجهة عودة سيطرة الدولة السورية على أغلب أراضيها، وتراجع التهديد الذي تشكّله الجماعات الإرهابية إضافة إلى تطورات إقليمية، وهو ما قد يكون له دور حاسم في تسريع عجلة التطورات إما باتجاه تطور ميداني يؤدي إلى المواجهة، أو تطور ميداني يؤدي إلى ردع الكيان الإسرائيلي من دون الحاجة إلى المواجهة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية