تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إطلالة صيفية لمعرض الكتاب في دورته الثلاثين... «دور الرئيس الأسد في تأسيس وصمود محور المقاومة»

ثقافة
الثلاثاء 7-8-2018
هفاف ميهوب

عندما يكون الحديث عن قائدٍ له مسيرة مشرّفة، ودور بالغ الكرامة في المواجهة والمقاومة، لابدَّ أن ننصت ولاسيما إن كان المتحدِّث عنه إعلاميّ، يُشهد له بإخلاصه لقراءته.. قراءته لمسيرةِ ودور وخطاب قائدٍ عظيم.. الرئيس «بشار الأسد»

رجل الحقّ الذي جعلهُ إيمانه بوطنه وشعبه وجيشه, المنتصر أبداً على كلِّ عدوٍّ أو إرهابيٍّ رجيم.‏

إنه الحديث الذي تابعنا تفاصيله في المحاضرة الفكرية التي أقيمت على هامش معرض الكتاب الثلاثين، وفي مكتبة الأسد الوطنية.. تابعنا تفاصيل ما سردهُ بعد أن وثَّقه، الإعلامي «سامي كليب» وعن «دور الرئيس الأسد في محور المقاومة».‏

لكن، لماذا الرئيس «بشار الأسد»؟!! ولماذا في هذه الفترة بالضبط؟!.‏

سؤالٌ أوّل مابدأ به «كليب» ساعياً عبرَ طرحه، لإطلاعنا على مشاهداته ودراساته لهذه الشخصية القيادية وخطاباتها ومواقفها الثابتة والحكيمة.‏

إنه، مااستلزم منه عودة إلى الوراء، والحديث عما طلبهُ وزير الخارجية الأميركية «كولن بأول» خلال لقائه بالرئيس اللبناني «إميل لحود» عام 2003 وبعد شهرٍ من سقوط العاصمة العراقية.. ما دارَ خلالَ لقاءٍ استمرَّ نصف ساعة وحضرهُ رئيس مجلس النواب والوزراء ووزير الخارجية. حضرهُ هو أيضاً، وسمع الـ «باول» يطلب من الرئيس «لحود»:‏

«الآن وقد سقطت بغداد، جئتُ أبلغكم ما تريده الإدارة الأميركية. لم يعد هناك شيء اسمه المقاومة. الشرق الأوسط سيتحوّل إلى نظامٍ ديمقراطي».‏

هذا ماسمعه ونقله «سامي كليب» الذي شعرَ بأن وزير الخارجية الأميركي، قد أتى ليفرض شروطاً تشبه تلك التي تُفرض في عهد الانتداب.. شعر، أنه جاء ليقول ماقاله في لقائهِ مع السيد الرئيس «بشار الأسد» وحرفياً:‏

«نريد أن ننهي العنف ونريد منكم مجدَّداً أن تضعوا حداً لأعمال الجماعات الفلسطينية الموجودة لديكم في سورية، وسواء حركة حماس أو غيرها من الجماعات الموجودة. عبّرت عن الأمر مُسبقاً، ويجب إغلاق مكاتب هذه الجماعات».‏

بالتأكيد هي إملاءات وشروط الإدارة الأميركية. الشروط والإملاءات التي لايمكن للرئيس «الأسد» إلا أن يردَّ عليها بما عُرف عنه من مواقفٍ أكّدها ردِّه على «باول: «نحن لا نُبعد أحداً، إلا أن أراد هو العودة إلى بلاده».‏

يتساءل «كليب» بعد أن قدَّم لنا ماشاهده ووثَّقه من هذه الرسائل التهديدية: «ياترى، هل ذهب الرئيس الأسد بعد هذه الرسائل، مباشرةً نحو الصدام»؟.‏

بالتأكيد: لا.. ذلك أن الخيار الأول أمام الرئيس «الأسد» لم يكن الذهاب إلى المواجهة وإنما إلى المفاوضات والسلام الكامل والعادل، ودون تنازل أو استسلام، مع استرجاع كافة الحقوق والأراضي المغتصبة.‏

هذا ماذهب إليه الرئيس «الأسد» ومارفضته إسرائيل، لأنها اعتادت على أن تأخذ وتعتدي دون أن تفاوض أو تردُّ الحقوق لأصحابها.‏

هكذا كانت البداية التي لم تمنع محور المقاومة أيضاً، من التماسك والتلاحم وبقوة جعلت سورية مستهدفة أميركياً-فرنسياً، ولاسيما بعد حرب 2006 وهزيمة إسرائيل التي اعتبرت بأن سورية هي المسؤولة عن هذه الهزيمة لأنها تدعم حزب الله المقاوم.‏

من هنا، فإن الحرب الشرسة التي بدأت تُشنُّ على سورية، فرضت خيار التفاوض الذي كان لايزال قائماً.. الخيار الذي وجدت فيه إسرائيل فرصة جديدة، لإعادة محاولة سحب سورية من محور المقاومة.‏

لاشك أنها الفرصة التي لم تحقِّق لإسرائيل ماسعت إليه، والتي لم ينجم عنها إلا تماسك محور المقاومة، مثلما التحضير لعملٍ يستهدف سورية.‏

الأسماء ذاتها التي شنّت حقدها وحربها على كلِّ دولة عربية، كانت ضد سورية.. وعبثاً ما أعلنته، فلم يكن لها ماسعت إليه رغم اعتمادها على أذرعٍ شيطانية منها منظمات عالمية خطيرة وغير حكومية..‏

يستمرُّ استهداف سورية وتشتد عداوة الحاقدين على قلبها، ودون أن يدري هؤلاء بأن الرئيس «الأسد» رجل صلب لا يخشى في الحق شيئاً، بل وبأنه واثق مما أكّده عبر لقائه مع «كليب» الذي نقل لنا من ردِّه على بعض أسئلته، وحرفياً:‏

«مهما فعلتُ، فإن هذه الحرب ستشنُّ على سورية بشكلٍ ضروسٍ جداً.. لاأعرف متى تنتهي الحرب ولكن، سوف نستعيد كلّ شبرٍ من الأرض السورية انتماءه العربي المقاوم.. حلفنا استراتيجي مع إيران وحزب الله.. لن ينجحوا في تغيير هوية سورية.. نعم روسيا ستقاتل إلى جانبنا لأن مصلحة الرئيس «بوتين» أن تبقى سورية صامدة.‏

يتابع «كليب» بأنه قد رأى، وبعد قراءاته وتحليلاته العديدة لخطابات الرئيس «الأسد» بأن ماأكده قد حصل فعلاً، وبأن أعداء «الأسد» قد اعترفوا بأنهم أخطؤوا بتقييم شخصيته وقوة جيشه.. يرى ذلك ويوثقهُ في كتابٍ عن هذا القائدِ المقاوم الذي نختتم ببعضِ ماأورده في كتابه عنه:‏

«الرئيس الأسد يرى الواقع بشكلٍ مغايرٍ تماماً لما يراه خصومه.. المهم الآن، بل السؤال المطروح حالياً: هل ستستمر سورية في محور المقاومة ضد إسرائيل، أم ستفاوض من منطقِ قوةٍ لاضعف؟.. هل تنجح روسيا حيث فشلت أميركا؟..‏

أنا واثق، لا الرئيس المرحوم «حافظ الأسد» تنازل عن شبرٍ من الجولان, كذلك الرئيس «بشار الأسد» لم ولن يقدِّم أي تنازل، وسيبقى يقول: «مالم نقدِّمهُ في وهنِنا، لن نقدمه بعد وصولنا إلى مانحن عليه»..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية