|
|
الطريق إلى إدلب .. نافذة على حدث المشهد اليوم برغم هدوئه المفرط قد يبدو مرشحاً للتصعيد في أي لحظة تحين فيها ساعة الصفر لتطهير الشمال السوري من الارهاب الذي بات يلفظ أنفاسه الاخيرة برغم كل المحاولات الاميركية والاسرائيلية لإنعاشه، وهذا ما تبدى واضحاً خلال الايام القليلة الماضية، حيث كانت اليد الاسرائيلية حاضرة بصورة مباشرة في الميدان لدعم وإنقاذ ما تبقى من المجاميع الارهابية التي دخلت في مرحلة الصراع على البقاء بعد أن اجتاحتها الخلافات والاختلافات على المرجعية والمكاسب والسلطة. ورغم ما يدور خلف الكواليس عن محادثات واجتماعات حثيثة ومكثفة لملائمة نتائج ومخرجات الاتفاقات والالتزامات الدولية التي أنتجتها الاجتماعات والمؤتمرات المتعددة بمختلف تسمياتها والتي كان آخرها (سوتشي )، إلا أن المتوقع بحسب التجارب السابقة أن تبقى تلك المخرجات محكومة بإيقاع الميدان الذي باتت له الكلمة الفصل في تحريك مياه السياسة الراكدة والتي غالباً ما تكون ملوثة ومسمومة، خصوصاً إذا كانت الأيدي الاميركية والاسرائيلية والتركية مغموسة فيها بشكل دائم. الأهم أن تفهم تلك الدول والكيانات والأنظمة الداعمة والراعية للإرهاب أن زمن التعويل والمراهنة على الاخير قد ولى الى غير رجعة، وأن محاولات عرقلة الحلول السياسية وتغيير الواقع بمعادلاته وقواعده التي خطها وصاغها وثبتها الجيش العربي السوري بدمائه وشهدائه لن تؤدي إلا الى مفاقمة مأزق تلك المنظومة ومراكمة عجزها وإخفاقها على كل المستويات، وبالتالي مزيداً من الدماء والاشلاء وتأخير في القضاء على الارهاب الذي بات يشكل خطراً كبيراً على الأطراف الداعمة والحاضنة له. الطريق اليوم الى إدلب باتت معبدة وجاهزة لتحريرها من الارهاب حالها في ذلك حال كل المدن والمناطق التي حررها الجيش العربي السوري، وهذا قرار واضح وحاسم من الدولة السورية وكل المحاولات الاميركية والاسرائيلية والتركية لتفخيخ تلك الطريق سوف تبوء بحكم التجارب المتراكمة على جانبي المشهد بالفشل الذريع الذي سوف يسرع في الحسم والنصر.
|
||||||||||||||||||||||||||||
