تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ثقافة البوتوكس ... تغزو عالم الأنوثة بمعايير جمالية واهية!!

فضائيات
الأربعاء 30-10-2013
هزار عبود

جويل وأخواتها ..صالونات تجميل فضائية متنقلة بين الموضة و المكياج و الرشاقة وكل ما يهم عالم المرأة و يرضي أنوثتها...

التي أصبحت عنوانا تندرج تحته العديد من البرامج المهووسة بالأنوثة السيليكونية!!!‏

وبين عروض الأزياء لأشهر المصممين ..و تدرجات ألوان الخريف و الصيف...والحقائب و الأحذية المتنوعة ظهر ابتكار غريب..والأغرب انه أصبح موضة يتم حقنه ووضعه و كأنه مسحوق جديد من مساحيق التجميل الرهيبة....‏

البوتوكس...ثقافة جديدة لا تغزو عيادات التجميل فقط..بل وصل صيتها إلى العالم الفضائي العربي وأصبحت عدد من الفضائيات و من أشهرها شبكة العائلة «mbc» إحدى القنوات المروجة له وبشدة.....حيث أصبحت هذه المادة الطبية و التي تستخدم لحالات بمنتهى الدقة لما لها من تأثيرات خطيرة على العضلات التي تحقن فيها...احد المستحضرات التي تقدمها جويل مقدمة برنامج (ستايل) الذي يستضيف فتيات و نساء لمنح ملوك جديد عله يحمل نظرة جديدة للحياة.....‏

واللافت أن أول محطة تمر بها الشابة في رحلة حصولها على النتيجة الجمالية المرجوة هي عيادات التجميل وتلك الإشارات التي توضع على وجهها و جبينها ليتم حقنها ومن ثم تتابع وضع ما تيسر من المساحيق للحصول على إطلالة باهرة!!‏

فالبوتوكس عبر هذا البرنامج ..أصبح مادة تجميلية روتينية يتم حقنها ووضعها بشكل بسيط كما يوضع احمر الشفاه....حيث تخرج الفتاة من صالون التجميل بكراسي خدود و شفاه كبيرة و عينين لوزيتين في محاولة لترسيخ المفاهيم الجمالية الجديدة التي تقاس بحق الأطباء و مشارطهن!!‏

تسفيه للمفهوم الجمالي ...و ثقافة جديدة يتم ترسيخها في أذهان مراهقات في مقتبل أعمارهن أصبحت مقاييس الجمال تصنع في معامل طبية علهن يأخذن رشفة من نجومية وهمية....‏

فجويل ومثيلاتها ممن يتربعن على عرش الجمال في الفضائيات العربية بتن وسيلة ترويجية لثقافة تغزو عقول شبابنا و أجساد فتياتنا بمواد لا تخلق سوى أنوثة مصطنعة ...وتشوه مفهوم الجمال لديهم..حيث باتت العيادات الطبية وفق مفهوم تلك البرامج... صالونا يرتاده الفتيات ..يستلقين تاركين أجسادهن لغزو مواد غريبة ..قد توفر جمال زائفا راهنا..لا تظهر أثاره إلا بعد سنوات...‏

ثقافة جمالية زائفة مقولبة ببرامج تزرع تحت شعارات الترفيه و الجمال و الأنوثة مفاهيم سطحية...وتحاول محو الشخصية والحضور الاجتماعي و النجاح المهني .. وإبقاء المرأة جسدا يستعر فيه السليكون وغيره من المواد المسرطنة القاتلة ..لبلوغ معايير واهية تطبخ في هوليود ..وتطبق على فأران التجارب في العالم الثالث أولهم الشرق الأوسط؟؟؟‏

خطوط العمر...لابد أن تظهر في مرحلة ما لتكون نتيجة تعب و جهد و إنذارا بمرحلة جديدة لابد أن تمر بها كل امرأة ..فالبوتوكس و السيلكون لن يخلقوا أنثى جميلة أبدا...ولن يمحو ما تركته الحياة على وجوهنا....و تبقى المتعة الحقيقية هي أن نعيش كل مرحلة كما هي بحلوها و مرها.‏

z.hazar-abod@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية