تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المثابرون والترهل !!

الكنز
الأربعاء 30-10-2013
وفاء فرج

لم يستثن الإرهاب قطّاعاً من القطاعات الاقتصادية والخدمية إلا ومارس فيه الدمار والخراب، مقابل ذلك كانت هناك أياد بيض تقوم بجهود جبارة لإعادة بناء ما خربه الإرهاب،

وأكثر ما تمَّ تلمسه في هذا المجال كان ومازال في قطاع الكهرباء حيث يقدم العاملون فيه كل ما لديهم من طاقة وجهد حتى لو كلفهم ذلك حياتهم ليصلحوا ما دمره إرهاب العصابات المسلحة.‏

العمال والمهندسون في وزارة الكهرباء يعملون ليل نهار لإصلاح الأعطال ورفع الأضرار وإيصال النور إلى الناس، وفي أصعب حالات التخريب التي تعرضت لها الشبكات ومحطات التوليد لم تتجاوز فترة انقطاع التيار 24 ساعة، حتى إننا سمعنا شهادات حية من المواطنين تشير إلى إنجازات العاملين بوزارة الكهرباء والنفط التي ينطبق عليها ما ينطبق على الكهرباء، مع العلم أن هذا التخريب لو حدث في أكثر دول العالم تقدماً لدام الانقطاع فترات طويلة.‏

مقابل العمل الكبير في قطاع الكهرباء نجد قطاعات أخرى ووزارات كوزارة الزراعة والصناعة والتجارة الداخلية قد أصابها الترهل حتى في اختيار الإدارات، ففي الزراعة لا نعرف من يصنع سياساتها وخططها حيث مؤشراتها وأرقامها لا تتطابق مع الواقع، وما هو مخطط لزراعته على الورق غير ما هو منفذ فعلياً، وخير مثال على ذلك كميات المحاصيل المنتجة مقارنة مع المساحات المزروعة.‏

وليس حال وزارة الصناعة أفضل من حال الزراعة التي عجزت فيها عن نقل خط بسيط لتصنيع البيفورم من إحدى المناطق التي كانت شبه ساخنة وتركته حتى أصبح بين أيدي العصابات المسلحة وانشغلت بإعادة ترتيب بيتها الداخلي، ناهيك عن دفع أكثر من 95 % من قيمة مشروع زجاج الفلوت ولم يُنجز شيء منه على الواقع، بينما وزارة التجارة الداخلية بلغ العجز فيها مرحلة لم تعد قادرة على مراقبة الأسواق حتى في المناطق الأكثر أماناً، فرغم انخفاض سعر صرف الدولار ما تزال أسعار المواد محلقة وهذا دليل على غياب الرقابة، وبالتالي السؤال الذي يفرض ذاته: كيف يمكن لبعض القطاعات أن تمارس عملها على أكمل وجه في ظل الأزمة، بينما قطاعات أخرى لا تقف موقف المتفرج فقط، وإنما تتراجع مستويات أدائها بشكل مفجع ؟!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية