تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بطل رواية (كندا): الأميركيون لايعرفون التاريخ

عن نوفيل اوبسرفاتور
ثقافة
الأربعاء 30-10-2013
ترجمة: مها محفوض محمد

أي مصير ينتظر العائدين من الحروب الأميركية في العالم ؟

سؤال يجيب عليه الروائي الأميركي ريتشارد فورد في أحدث أعماله روايته «كندا» صدرت مؤخراً وترجمت إلى الفرنسية.‏

تبدأ الرواية بعبارة لافتة للراوي ديل بارسون وهو مراهق لم يتجاوز سن الخامسة عشرة يقول:«لم أتصور يوماً أن والدي يمكن أن يقتحم مصرفاً ليسرقه».‏

والوالد المذكور يدعى بيف وهو ضابط أميركي سابق في سلاح الجو قاد طائرات B25 محملة بقنابل نووية ألقى بها فوق الفليبين وأوساطا اليابانية لتدمير عشرات القرى والمزارع... وعندما عاد إلى الحياة المدنية اشتغل ببيع لحوم الأبقار الأميركية في السوق السوداء المحلية الناشطة باستمرار في بلاد العم سام.‏

غير أن بيف يقع في شباك شرطة مكافحة التهريب فيعجز عن دفع ثمن الشحنة الأخيرة من تلك اللحوم الفاسدة للمهربين الذين هددوا أسرته بالقتل فيلجأ إلى مهاجمة مصرف برفقة زوجته في داكوتا الشمالية ما يؤدي إلى نهاية أسرة بارسون في السجن وفشل الأولاد. وحين يعود ديل وشقيقته بيرنر إلى المنزل بعد ضياعهما يذهب كل منهما في اتجاه فيرحل ديل إلى كندا ليعمل في قرية ساسكا تشيوان التي يحكمها المجرم ريملننغر وينخرط المراهق في حياة أخرى خطيرة. ثم يلتقي بعد سنوات بشقيقته ويعاودان الذكريات والعامل الفاصل بين حياته كمراهق وبين طفولته في منزل والده وما وصل إليه أخيراً.‏

وبذلك تشكل رواية «كندا» قصيدة نثرية لشبيبة أميركية ضائعة تتعطش اليوم لاستقرار اجتماعي ونفسي بمعزل عن الحروب التي تشنها الولايات المتحدة في أنحاء متفرقة من العالم فبعد عودة بيف الأب من الحرب في جنوب شرق آسيا حيث كان يعتقد أنه الأذكى والأقوى لأن الحياة تبتسم له وهو الشجاع في طائرته المقاتلة اكتشف أن الواقع لا يرحم أحداً.‏

يبدو أن الروائي ريتشارد فورد يروي بعضاً من سيرته الذاتية فهو من مواليد عام 1944 في منطقة الميسيسبي الفقيرة ذات الغالبية السوداء شهد آثار وانعكاسات الحرب العالمية الثانية على حياة الشعوب وشاهد صور حروب الباسفيك حين كانت الطائرات الأميركية تقصف اليابان وحليفاتها أيام هيروشيما وناغازاكي وكان طفلاً صغيراً تأثر بصور الكاميكاز اليابانيين وبعد أن أصبح مراهقاً تحول للسرقة: سرقة المنازل والسيارات لكسب الكثير من الدولارات فحكمت عليه إحدى المحاكم بالسجن ثم الإقامة الجبرية مطلع ستينات القرن الماضي.‏

يقول فورد:«توفي والدي فوجدت والدتي تعيل ثلاثة أطفال صغار وقد تراكمت الديون عليها ما دفعني للسرقة وأدى بي للسجن لكن حين خرجت والدتي من هذا النفق بدأت أعمل وانصرفت للكتابة».‏

له عدة روايات ومجموعات قصصية قصيرة منها «موسم حار» و«استقلال» التي حازت جائزتين «فولكنر»وبوليتزر عام 1996 ويستعد فورد لنشر مذكراته بعد صدور مجموعة قصصية قصيرة حول معاناة والدته ووالده الذي انتحر يأساً كما يحدث اليوم لعشرات الأميركيين الذين ينشدون عملاً لسد رمق أسرهم ويعلق ريتشارد فورد على روايته القادمة قائلاً: سأتناول موضوع اليأس الذي أصاب ملايين الأميركيين الغاضبين من استفحال البطالة وغلاء المعيشة والسباق المحموم على الربح غير الشرعي وسرقة المصارف للمودعين الأميركيين إلى جانب الويلات التي تحملها الحروب للشعب الأميركي حيث أصيبت شريحة كبرى من المحاربين في العراق وأفغانستان بإعاقات وعاهات دائمة تحتاج لمصاريف ضخمة يقتطعونها من أموال الشعب فنظرة الأميركيين للتاريخ مشوهة. ويختتم فورد بعبارة: إنهم لا يعرفون التاريخ.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية