وهو بعد ذلك يعني في مضمونه الهوية والذاكرة ونمط الحياة وطريقة التفكير , طاقة متجددة دائما يبدأ في الماضي ويتواصل مع الحاضر ليستمر إلى المستقبل من دون أن يكون مكانه المتاحف , فحتى تستمر هذه الحلقة المترابطة في حفظ وصيانة الشخصية الوطنية , تأتي أهمية التمسك بالتراث الشعبي من كونه امتداداً إلى الاصالة والجذور، إنه هوية هذه الأرض , وفقدانه واختفاؤه يعني فقدان هذه الهوية , إلا أن هذه المعايشة بيننا وبين التراث أصبحت مهددة في ظل التحولات الحضارية الكبيرة حتى بتنا نفتقد لأشياء كثيرة تعبر عن هويتنا وجذورنا التي يمكن أن نقول للآخرين من خلالها من نحن ؟ .
فنحن نفتقد إلى أدبنا الشعبي ونحتاج إلى إحيائه وتكريمه لنبني عليه ثقافاتنا وعاداتنا ،وتعريف ابنائنا بماضينا العريق وهذا بدوره يتطلب اهتماماً خاصاً بالتراث والأدب الشعبي والعمل على جمعه وتوثيقه ودراسته إبرازاً لأهميته ودوره في المجتمع قديماً وحديثاً فثمة حاجة دائمة إلى التجديد في الأصل والمنبع .
فهل يسمع المعنيون صوتنا ليكون على قائمة أجنداتهم ونحن على ما عليه من تهديد لوجودنا وتاريخنا وتراثنا ومفردات حياتنا؟!