التي تهدف إليها هذه الحروب الكونية، حقيقة من يتصفح هذا الكتاب يجد صعوبة في تفضيل عنوان أو محور على آخر، فكل باب وكل فصل فيه يحاكي الواقع الحالي ويقف على حقيقة الأحداث والتطورات التي تجري في سورية، تناول الكاتب مستقبل المنطقة العربية في ضوء فشل المؤامرة الإسرائيلية- القطرية ضد سورية.
حيث بات واضحاً هزيمة المؤامرة الإسرائيلية- القطرية- التركية استراتيجياً في تحقيق هدفها المعلن من النظام القطري، بإسقاط الدولة السورية القائمة، رغم وجود عمليات إرهابية مدعومة مالياً وإعلامياً من النظام القطري وعسكرياً من العدو الإسرائيلي فالسؤال الذي يطرح نفسه، ما هو العمل أميركياً وإسرائيلياً للخروج من تداعيات فشل خطة إسقاط الدولة السورية وانعكاسات هذا الفشل على حزب العدالة والتنمية التركية، وعلى مستقبل قيادة النظام القطري واتباعه في منطقة الخليج وليبيا، وعلى المصالح الأميركية أولاً وعلى المستقبل الهش للكيان الصهيوني واتباعه في المنطقة ثانياً من خلال فهم متابعة المخططات الاستراتيجية الأميركية الإسرائيلية في تصدير أزمات مشاريعهم الإمبريالية ضد شعوب العالم الثالث وفي مقدمتها شعوب الأمة العربية.
بالتالي فإن السيناريوهات الأميركية- الإسرائيلية المتوقعة لتصدير الأزمة الخطيرة التي يمر بها حالياً هذا المشروع لسوف تنطلق من الواقع السياسي الجديد الذي باتت تخضع لها جامعة الدول العربية منذ هيمنة جماعات الإسلاميين التكفيرية والسلفية منذ أواخر عام 2011 نتيجة السيناريوهات الأميركية الإسرائيلية في ليبيا وتونس بالرعاية المالية والسياسية من النظام القطري، وهيمنة جماعة الإخوان المسلمين المصرية المدعومة من الأميركان والملتزمة بنفس المشروع.
المؤامرة الإسرائيلية القطرية
يرى الكاتب أن أهداف الهيمنة القطرية على نشاط جامعة الدول العربية اتضحت من خلال احتيال النظام القطري على رئاسة الدورة في أيلول2011 لمجلس جامعة الدول العربية حيث تنازلت حكومة محمود عباس في رام الله الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي يوم13/9/2011 عن رئاستها الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية إلى دولة قطر!!؟ حيث أعلن حمد بن جاسم عن هذه الصفقة من خلال دعوته وزراء الخارجية العرب إلى مائدة إفطار مفاجئة في أحد فنادق القاهرة، وبرر «حمد» هذه الصفقة السياسية للوزراء العرب بأن حكومة محمود عباس ستتفرغ لاستكمال الجهد المطلوب للحصول على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، لقد أظهر الكاتب عثمان العثمان الدور القطري التآمري والعدوان على سورية وشعبها، وأيضاً دورها التحريضي للدول العربية الممثلة بوزراء الخارجية العربي، للإطاحة بمكونات الدولة، ورغم معارضة عدد من الدول العربية لأفكار ومقترحات حمد بن جاسم الشيطانية المتماهية مع العدو الصهيوني إلا أنه مال إلى التهديد والوعيد بالويلات للدول التي ترفض اقتراحاته ورغباته، لهذا أصبحت الجامعة العربية معطلة ومطواعة تحت أمرته هو وأسياده الأميركان والصهاينة، وأضحت في ظل السطو القطري المالي- السياسي منذ 15/11/2011 إحدى المؤسسات السياسية، والأمنية التابعة للمشروع الاستعماري الصرف.
الخلفيات السياسية التاريخية الحاقدة ضد سورية
بين الكاتب أن الموقف التركي العدائي تجاه سورية ينطلق من الخلفية التاريخية لانفصال البلدان العربية عن الخلافة الإسلامية بقيادتها التركية الاستبدادية عام 1918 بعد هيمنة تركية على الشعوب العربية دامت 450 عاماً، ما قاد إلى انهيار الهيمنة التركية في آسيا وأوروبا وظهور النظام التركي القومي بقيادة المتطرف أتاتورك، فنشأت ثقافة سياسية تركية روج لها أتاتورك ونظامه السياسي تقوم على المغالطات التاريخية تزعم أن العرب هم المسؤولون عن سقوط الهيمنة التاريخية لتركيا وليس الاستبداد والتطرف القومي التركي، من خلال هذه الثقافة السياسية المضللة والكاذبة معاً، ساومت تركيا أتاتورك فرنسا الاستعمارية واغتصبت إقليم الاسكندرون السوري الذي كان خاضعاً إلى الاحتلال الفرنسي وضمته إلى الدولة التركية عام 1939، فمن خلال هذه السياسة المتطرفة والحاقدة على العروبة اعترفت تركيا بالكيان الصهيوني وأيضاً انتقمت من شعوب الأمة العربية، وأيضاً من خلال الأزمة السورية، تميزت السياسة الخارجية التركية لحكومة أردوغان بالمشاركة الفعلية بالمؤامرة من خلال السماح لممثلي العصابات المسلحة السورية ذات الولاء الموسادي العلني، وبالتعاون مع أجهزة الأمن والإعلام التركية الموالية لأردوغان بحرية الحركة وتجميع السلاح على كامل الأرض التركية، لنقله إلى العصابات في الداخل السوري، جسر الشغور لاحقاً، وصلت مهزلة الخداع الاستراتيجي التركي الأردوغاني حداً اعتبر فيه تحرك تلك العصابات المسلحة داخل الإقليم التركي احتواءً سياسياً لهذه العصابات لما اسماه تدجينها، ما جعل حكومته تسمح بعقد مؤتمر /انطاليا/ لتنظيم الإرهاب المسلح المدعوم أميركياً وإسرائيلياً وأتباعهما من العرب في الخليج سرعان ما ظهرت نتائجه في جرائم العصر الحديث التركي- الإسرائيلي- الأميركي، في مدينة جسر الشغور والتي لم يصدر عن السيد أردوغان وزمرته ولا من حليفه أوباما أي إدانة حتى يومنا هذا، وأيضاً تواطؤ المخابرات التركية مع العصابات الدولية لتهريب السلاح إلى الداخل السوري.
هناك العديد العديد من الأفعال الجرمية لحكومة أردوغان في الداخل السوري فلم تترك موبقة من الموبقات إلا وارتكبتها بحق الشعب العربي السوري.
الكتاب هو أقرب إلى التوثيق لكل الأحداث التي جرت على الأرض السورية ولا نستطيع الإحاطة بكامل المحاور التي طرحها الكاتب في هذه المساحة المخصصة لهذا المقال.