|
كلينتــــون ...أحــــــــلام أيــــــــــام الشــــــــــاه شؤون سياسية واستذكرت وهي في الدوحة، نظام الشاه الإيراني، وما يمثله من خطر، على الدول العربية والإسلامية، بتحالفه الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، وعدائه السافر للعرب وحركات تحررهم. نعم، إنها تحلم ، وخاصة عندما أعلنت أن إيران، تتحول إلى ديكتاتورية عسكرية، وتشكل خطراً ليس على دول الجوار فحسب، وإنما على الدول الأخرى، فأمريكا كانت تزود إيران زمن الشاه بأحدث أنواع الأسلحة، وأحياناً أكثر تطوراً مما كانت تزود بها إسرائيل، ووقعت اتفاقاً معها يتضمن بناء عشرة مفاعلات نووية، لم تعرف طبيعتها، سلمية كانت أم غير سلمية، وبنت على أرضها محطة رادار ذات تقنية عالية جداً، لتتجسس بها على عمليات إطلاق الأقمار الصناعية السوفييتية. لكننا يجب أن نشكرها، ولو أن خطابها قد تأخر، لأكثر من ثلاثة عقود، ونقول لها: اطمئني إن زمن الشاه قد ولى، إلى غير رجعة، ومن يحكم إيران الآن، هم طليعة الشعب الإيراني، الذين، وفي اليوم التالي لانتصار الثورة الإسلامية، طردوا السفارة الإسرائيلية من إيران، و أنزلوا علم الكيان من على مبنى السفارة، ورفعوا العلم الفلسطيني مكانه، وأسسوا نظاماً إسلامياً ديمقراطياً مستقلاً، هيؤوا له كل المؤسسات الديمقراطية التي تضمن للشعب اختيار القيادة السياسية التي ينشدها، من خلال التداول السلمي والطبيعي للسلطة. ومنذ ذلك الحين، وحتى الآن، تعمل إيران على بناء اقتصاد قوي، يعتمد على آخر المنجزات العلمية والتقنية، باعتمادها على كادرها العلمي المحلي، وأصبحت أقمارها الصناعية، محلية الصنع، وتوصلها إلى المدار الخارجي صواريخ محلية الصنع أيضاً، تسبح في الفضاء الخارجي، وتكسر احتكار الدول الكبرى، لهذه الانجازات العلمية . واليوم تقف إيران مع العرب وقضاياهم العادلة، وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني ، في استرجاع حقوقه الكاملة، وعودة اللاجئين إلى ديارهم ، وبناء دولتهم، وعاصمتها القدس، وتقدم لهم كل أنواع المساعدات المادية والمعنوية، لتحقيق هذه الأهداف. والأكثر من ذلك، أن إيران، ومنذ سقوط نظام الشاه، وهي تقدم كافة أنواع المساعدة، للقضية الفلسطينية. ولكي نطمئن السيدة كلينتون أكثر نقول لها: إنه، وبعد عودة تركيا إلى وسطها التاريخي، والجغرافي، وابتعادها عن التحالف الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني، أصبحت إيران وبتعاونها مع سورية وتركيا، ووجود المقاومة الوطنية والإسلامية العربية، تشكل ضمانة لأمن واستقرار المنطقة، ونواة لشرق أوسط جديد، بعيد كل البعد عن المشاريع الغربية، والغريبة عن المنطقة، بحيث تكون مصالح شعوب المنطقة، هي أولى اهتماماته، وهدفه الرئيسي. وما يجدر أن نقول لها أيضاً: إنه وبمساعدة مهمة من إيران أيضاً، أصبحت مسألة وجود الكيان الصهيوني ، الذي زرع في منطقتنا ، لتنفيذ مشاريع الدول الاستعمارية الكبرى، وتم تهجير شعب كامل من أرضه ، لضمان قيامه واستمرار بقائه، قاب قوسين أو أدنى.
|