تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاغتيال القادم

معاريف
ترجمة
الأحد 21-2-2010م
ترجمة: أحمد أبو هدبة

التنفيذ كان مصقولاً، وكل شيء سار كالساعة إلا أنه في الزمن التكنولوجي بات كل شيء مكشوفاً أمام كاميرات المراقبة، من اغتال مسؤول حماس محمود المبحوح تورط. الآن وبات هذا واضحاً.

المعلومات الاستخبارية كانت نوعية، التنفيذ كان مصقولا، القتلة جاؤوا وخرجوا من دبي بسلام وكل شيء سار كالساعة. لشدة الأسف، كذلك فعلت كاميرات الحراسة. ضرر هذه تبين أول أمس في المؤتمر الصحفي المذهل لشرطة دبي، التي تخرج، في هذه الأثناء، بأنها الأفضل في هذه القصة.‏

لم يصدق أحد أن يكون ممكناً إغلاق دائرة وتنفيذ ربط بين كاميرات المطار وكاميرات الفندق ولكن الرفاق في دبي قاموا بعملية مراقبة، واستثمروا الطاقة والتكنولوجيا كي يطرحوا جوازات سفر القتلة الـ 11 بالبث الحي، للعالم بأسره. لشدة السخرية، يتبين الآن أن بعضاً من القتلة المزعومين، هؤلاء، يعيشون في إسرائيل. السطر الأخير: نجاح تكتيكي، وفشل استراتيجي.‏

اغتيال المبحوح ينقل العالم، دفعة واحدة إلى العصر الجديد. العصر الذي لن يكون ممكناً فيه عمل أي شيء سري دون تفوق تكنولوجي يسمح بالتشويش أو التحكم، أو استيعاب مخازن المعلومات والصور. بعد زمن قصير، ستكون الكاميرات ووسائل البحث بيوتكنولوجية، وستسمح باستعادة كل شيء، في كل مكان وزمان ووضع. لن يكون ممكناً خداعها، مثلما حاول عمله المصفّون من دبي. وهي ستعرف كيف ستشخص الإنسان خلف التمشيطة، أو اللحية، أو النظارات بوسائل طبيعية بيوتكنولوجية غير قابلة للتشويش. وقد بات هذا كابوساً حقيقياً. الأخ الكبير بات هنا، ينظر إلينا من كل مصعد، رواق أو مطار. لا يمكن التملص منه. محاولات التشويش والتظاهر تصبح زائدة، حين يتبين أنه يمكن ربط رقابة جوازات السفر في المطار مع منصة الاستقبال في الفندق، ومن هناك إلى المصاعد والأروقة. في نهاية هذه الطريق، حين يتبين بأن جوازات السفر تعود لمواطنين إسرائيليين أبرياء، سيكونون من الآن فصاعداً تحت مطاردة الانتربول الدولي، فإن الحرج كبير.‏

ليست لدينا فكرة عمن يقف خلف الاغتيال في دبي. ولكن إذا ما حصل هذا، مثلاً، لمنظمة استخبارية بريطانية، لكان جرى استماع في البرلمان. وفي أمريكا أيضاً، كان سيسود حرج كبير حيال مثل هذا الأداء. كل شيء كان صحيحاً، دقيقاً، مهنياً ويبعث على الاحترام. كل شيء باستثناء حقيقة هامشية لم يأخذها أحد بالحسبان، في أنه ينبغي تشويش شيء ما، إما الكاميرات في المطار أو الكاميرات في الفندق. حتى ولو بأثر رجعي.‏

هكذا سيتم، كما يبدو، في الاغتيال القادم إذا ما أُجريَّ من أحد أذرع الاستخبارات الدولية.‏

 بقلم: بن كسبيت‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية