وذلك عبر المشاركة في رسم السياسات ووضع الخطط وتنفيذ البرامج الوطنية الخاصة بمكافحة هذا المرض من خلال عضويتهم في اللجنة الوطنية و مشاركتهم في اللجان وورش العمل، وذلك انطلاقا من الإيمان بمسؤولياتهم وأهمية دورهم في الوقاية والرعاية والحماية، إضافة للإعداد الفني اللازم عن طريق الدورات التدريبية الخاصة، ودور الاعلاميين مهم جداً حيث قيامهم في وقاية الأطفال و الشباب من الإصابة بالعدوى و حمايتهم و إرشاد المصابين بما يحفظ صحة الناس وسلامة المجتمع من خلال البرامج التلفزيونية و الإذاعية وخاصة التفاعلية منها، إلى جانب السبوتات التلفزيونية و الإذاعية والدراما بأنواعها، إضافة لنشر المقالات التي تبين مخاطر المرض على الناس و المجتمع و طرق الوقاية منه مع مشاركة النجوم المحبين في حملات التوعية.
حقوق و مسؤوليات
هذا الدليل الذي أعدته وزارة الإعلام بالتعاون مع وزارة الصحة و صندوق الأمم المتحدة للسكان والبرنامج الوطني لمكافحة الايدز و جهود عدد من الخبراء الاقليميين تضمن عدداً كبيراً من النقاط والعناوين الخاصة بهذا المرض الذي كتب عنه الكثير على جميع المستويات، ولعل الأهم في هذا الاطار ماهية حقوق الإعلاميين و مسؤولياتهم عند الكتابة عن الايدز، و حدد الدليل في ذلك عدداً من الثوابت والشروط أبرزها حق أساسي للإعلاميين أن يحصلوا على المعلومات وواجب على المجتمع والجهات المعنية تأمينها له، و بالمقابل حق المواطن في المعرفة هو العمل الصحفي و غايته، و هو ما يستوجب ضمان التدفق الحر للمعلومات وتمكين الصحفي الحصول عليها من مصادرها و إسقاط أي قيود تحول دون نشرها والتعليق عليها.
وأكد الدليل أن للصحافة مسؤولية خاصة تجاه صيانة الآداب العامة وحقوق الإنسان و المرأة والأسرة و الطفولة والملكية الفكرية للغير، يضاف لها الالتزام بمقتضيات الشرف والأمانة والصدق بما يحفظ للمجتمع مثله و قيمه و بما لا ينتهك حقا من حقوق المواطنين أو يمس إحدى حرياتهم
وما أشار إليه الدليل أيضا هو الالتزام بعدم نشر الحقائق المشوهة أو المبتورة و عدم اختلاق الوقائع أو تصويرها على نحو غير لائق، مع تحري الدقة في توثيق المعلومات و نسبة الأقوال و الأفعال إلى مصادر معلومة طبقاً للأصول المهنية، على تقديم المعلومات للجمهور في الوقت المناسب بما يضمن الحق في المعرفة للجمهور، بعيداً عن اتباع أساليب ملتوية في الحصول على المعلومات من خلال وسائل التنصت السرية أو التنصت على المحادثات التلفونية، و إنما الالتزام بالموضوعية.
ومن الحقائق التي شدد عليها الدليل هو أن المصداقية الإعلامية أكبر دليل على الاحترافية والنزاهة و عدم التحيز، وأن حماية الصحفي تشبه حضانة الدبلوماسي، مع احترام خصوصية المريض و عدم إلحاق الضرر الاجتماعي به، ومن الأمور المهمة هو دقة المعلومات حول المرض و تناولها بشكل جذاب لخلق الوعي لدى الصحفي، وتوسيع هامش الحرية عند تناول موضوعات علمية حساسة، إلى جانب حرية الاحتفاظ بمصدر المعلومات.
الحقائق التي دونها الدليل ولغة الأرقام التي أشار إليها وتسليط الضوء على هذا المرض الذي حير البشرية على جميع المستويات وكيفية التعاطي معه على الصعيد الطبي و الصحي والاجتماعي و العاطفي فيه كثير من الجهد والوعي والدراية لكل مقومات هذه الجائحة على الصعيد المحلي والعالمي، وفي هذا السياق يقدر الخبراء الدوليون أن مكافحة فيروس نقص المناعة البشري أي متلازمة العوز المناعي المكتسب سيكلف أكثر من 10،5 مليارات دولار سنويا بحلول 2007 و الرقم هو في حالة تصاعد لا شك في ذلك علماً أن الدول الغنية تنفق حاليا أقل من 4 مليارات دولار على الصعيد العالمي، و أن شخصاً واحداً من كل 100 شخص في جميع انحاء العالم يحمل فيروس نقص المناعة المكتسب، و أكثر من 6800 حالة إصابة جديدة بفيروس الايدز يوميا في عام 20٠7، فيما ثلث البشرية منهم تتراوح أعمارهم بين 15-24 سنة، و أكثر من 96٪ من هذه الحالات تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وتحتل نحو 1200 حالة هي الأطفال دون سن 15 سنة، بينما حوالي 5800 حالة من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 عاماً فما فوق منهم ما يقرب 50٪ بين النساء و 40٪ بين الشباب «من15-24»سنة.
في سورية
وعلى الصعيد المحلي بلغ عدد اختبارات الايدز في سورية خلال عام 2008 /483011/ اختباراً منها 70028 للأجانب الراغبين بالإقامة أو العمل أو الزواج أو الدراسة في القطر، و حوالي 46091 اختباراً للاخوة المواطنين الراغبين بالسفر خارج القطر، و يقارب 2209 اختبارات مجانية للاخوة المواطنين الراغبين بالاطمئنان على أنفسهم، إضافة إلى 344614 عينة دم حول اختبارات السلامة لكافة أكياس الدم المقطوفة قبل نقلها للمواطنين.
كما رصدت الأرقام عدد اختبارات وإصابات ال AIDS/HIV في سورية منذ عام 1992 ولغاية نهاية 2008 حيث وصل مجموع الاختبارات لهذه الأعوام مجتمعة أكثر من خمسة ملايين اختبار للسوريين وغيرهم. إذ توزعت الإصابات بين السوريين حسب الجنس حتى نهاية 2008 الإناث بنسبة 22٪ و الذكور 78٪ وذلك حسب طرق انتقال العدوى إذ سجلت العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج نسبة 60٪ وانتقال العدوى من الزوج إلى الزوجة 14٪ والمخدرات 4٪ و الدم 10٪ ومن الأم للجنين 3٪ واللواطة 9٪.
خارج القطر
مع ملاحظة أن معظم حالات العدوى عن طريق نقل الدم حدثت قبل عام 1992 و بعضها حدث خارج القطر و لم تسجل أي إصابة بفيروس الايدز ناجمة عن نقل دم ضمن القطر خلال السنوات العشر الفائتة مع التأكيد على أن جميع المصابين تتم متابعتهم بشكل دوري تقدم لهم المعالجة الدوائية و الرعاية الطبية و الإرشاد النفسي والاجتماعي مجاناً.
ملاحظة
رمزHIV يقصد بها التفاعل المصلي الإيجابي لأضداد فيروس الإيدز دون ظهور أعراض المرض أما رمز AIDSيقصد بها أن مرض الإيدز موجود بكل أعراضه و علاماته وفحوصاته، وفي هذا الإطار تقدر إحصائيات عالمية و محلية حسب التقرير الإحصائي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الايدز عن الوضع الوبائي لجائحة الإيدز في العالم و الذي صدر في آب 2008 أنه بحلول 2007 بلغ العدد المقدر للمتعايشين مع الإيدز في العالم 23،2 مليون فرد يعيش منهم 22،5 مليون فرد في البلدان الواقعة جنوب الصحراء الافريقية أي 67،8٪ من إجمالي عدد الحالات، ويعيش 4 ملايين فرد في جنوب شرق آسيا بنسبة 12٪ من إجمالي عدد الحالات، ومن الأرقام الأخرى خلال العام المذكور تعرض 2،5 مليون فرد لإصابة جديدة بفيروس الايدز، فيما توفي 2،1 مليون فرد بسببه.
الشريط الأحمر
واللافت في الدليل هو الشريط الأحمر الذي هو العلامة العالمية للتعبير عن الوعي بعدوى فيروس الإيدز تم ابتكارها من قبل تجمع الفنانين في نيويورك عام 1991، وهو يرمز إلى العناية و الاهتمام بأولئك الذين يتعايشون مع عدوى فيروس الايدز، والمصابون بالمرض وأولئك الذين يهتمون ويدعمون المتضررين المباشرين، إضافة إلى الأمل بالنجاح و البحث عن لقاح و علاج يوقفان العذاب و الألم ويحسنان نوعية الحياة لهؤلاء.
ولكن الشريط الأحمر لا يكفي وحده فهو الخطوة الأولى لمكافحة عدوى فيروس الإيدز و الخطوة التالية هي المشاركة في الجهود و يبقى في النهاية القرار لك، حباً، فعلاً، ودعماً.