نعم (نقطة تحول)وهو اسم البرنامج الذي يقدمه (سعود الدوسري)على قناة(أم بي سي)وبطريقة مقنعة تحترم الوجع مايجعلنا نتلمس مقدار ما لتجارب الحياة من قدرة على تغيير مجرى حياة كل إنسان مثلما كل ضيف من ضيوفه.
لقد أراد من خلال استضافته لمجموعة من المشاهير الذين لم تجمعهم إلا خيبة التجربة إيصال رسالة هي عبرة لكل من عاركته الحياة بويلاتها مثلما لكل من سولت له مهنته إشهار قلمه سعيا وراء شهرة ثمنها العبث بحياة البشر.
إنهم بعض مشاهير الشعر والفن الذين حاورهم الدوسري،ليبدأ بأكثرهم تعرضا للحظات الخيبة،الشاعر أحمد فؤاد نجم،الذي ورغم أنه قضى ثمانية عشر عاما في السجن إلا أنه اعتبرها ومنذ بدايتها السبب في تحول حياته من رجل صعيدي ثائر على الظلم والظالم إلى شاعر لاذع حمل أوجاع أمته ليمضي صارخا ما شاءت قافيته الجريئة وبعباءة هي بلون إرادة الشعب والوطن.
لكن وإذا كان أحمد فؤاد نجم قد اعترف بأن نقطة التحول الأساسية في حياته كانت عندما اصدر في السجن أول مجموعاته الشعرية، فإن الفنان سعيد صالح المعروف بأدواره الكوميدية فقد روى أن مامر به في السجن هو السبب في تحويله من فنان مشاغب مرح إلى إنسان صلب وقوي لايبالي بأي شيء.
لم تكن تجربة واحدة تلك التي غيرت حياته فقد صدرت بحقه ثلاثة أحكام،علّمته جميعها أن الحياة جميلة وبشعة. طويلة وقصيرة،وأن يقينه بالآخرين قد تحول إلى وهم وحذر وصبر بالتعامل معهم.
وإذا كان السجن للرجال كما يقول البعض بل إذا كان يصنع الإبداع بدلالة أحمد فؤاد نجم،فإن سعيد صالح اعتبره يكمل الرجل الناقص،وبدلالة قوله (رغم أنني سجنت بقضية مخدرات ملفقة،إلا أنني ولولا دخولي السجن لكنت إنساناً ناقصاً).
لاشك انه أراد إخبارنا أنه في السجن ازداد إيمانا وتأدية لواجباته الدينية،وأيضا تعلم الشعر والموسيقا ماكان نقطة تحول مهمة في حياته التي باتت في طمأنينة.
في النهاية وبعد معرفة لحظات الانكسار التي غيرت مجرى حياة ضيوف البرنامج نقول:لاشك أن توازن الحوار يعود إلى أسئلة مقدم البرنامج الذي استطاع ودون استفزاز ضيوفه أن يتلمس مافي ذاكرتهم من تداعيات هي حكمة الألم في لحظات الخيبة.