تفاجئك بعض الجوائز التي تنالها برامج معينة،رغم ما فيها من ثغرات،لكن يبدو أن تلك البرامج لاتنال جوائزها بسبب قيمتها الفنية،ولكن لأن الساحة الفضائية خالية من برامج فنية مقنعة شكلاً ومضموناً..
إن فوز برنامج «آخر من يعلم» بالجائزة الذهبية في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون كأفضل برنامج منوّعات عربي بين كل البرامج المنافسة له في دورة المهرجان..يثير الاستغراب
فالبرنامج صحيح أنه يستضيف أهم الفنانين العرب إلا أنه وبعد الحلقة الثانية بدأنا نرى أنه يقع في نمطية خرجت لنا بقالب برامجي منوع، لكن كل حلقاته متشابهة ..من ناحية الأسئلة التي تتخذ شكلاً موحداً في كل الحلقات تقريباً ..حيث تبدأ من الطفولة ثم تنتقل إلى مرحلة البدايات الفنية ثم إلى ماذا يحب الفنان وماذا يكره وماهي الطرائف التي عاشها في حياته ...
ومن ناحية أخرى هناك ... ذلك التواطؤ بين الجمهور والحلفاء -الذين يكونون من أصدقاء وأقرباء الفنانين- ..وإذا كنا صدقنا في الحلقات الأولى أن الفنان ربما لايعرف من هؤلاء الحلفاء إلا أنه مع تتالي الحلقات بدا واضحا أنها لعبة يدخلها الفنان برضاه،ومن الواضح أنه يعرف كل التفاصيل..هكذا تبدو الفقرة التي تكشف فيها مقدمة البرنامج عن حلفائها مضحكة إذ انه من المعروف أن الفنان يعرف من أتى معه من بلد إلى آخر،ويعرف من يعلم هذه المعلومة دون غيره...!!
مشكلة هذا البرنامج أنه لم يضف جديداً إلى عالم البرامج الفنية،إلا إذا اعتبرنا أن تقديم المطربة اليمنية أروى له ،هو جديد بحد ذاته،وإذا كانت الفنانة أروى قد اختارت نوعا من التقديم الذي ربما اعتبره البعض هادئا إلا أنه جعل إيقاع البرنامج يمضي بالمشاهد إلى الملل ..
مختلف البرامج الفنية تحاول أن تتكئ على شهرة الفنان والنجومية التي يحققها حتى أصبحت المعادلة تعاني من خلل كبير،فالمفترض أن تكون العلاقة بين الطرفين ندية،إلا أننا نراها انتقلت ليصبح الفنان هو المسيطر، وهو صاحب الأجر الكبير جراء ظهوره على الفضائيات،دون أن تنتبه الفضائيات إلى أنها هي التي بدأت صياغة لعبة الشهرة وبدلا من أن تفوز بها رغم أن كل المفاتيح بيدها حولت نفسها إلى خاسر بامتياز!!