تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشاعرة الإيرانية ناهد كبيري..إيحــــــاءاتٌ شـــــعريَّة لموســـــــيقا الإبـــــــداع

فضاءات ثقافية
الأحد 21-2-2010م
ترجمة :محمود داوود

تخرجت من حقل الاجتماع في جامعة طهران, ناهد كبيري كانت في حالة حب مع كتابة القصص الشعرية ومارست التمثيل في عمر مبكر واعتادت على تكرار مصائر الأبطال في قصصها,

مجموعتها الشعرية الأولى عُنوِنَتْ ب ( يالدا ) التي نُشرت عام 1973 ثم لتنشر أربعة مجاميع شعريَّة هي: ( لحظاتٌ في الريح ) و ( غروب الشمس ) و ( طموحاتٌ خريفيَّة ) و ( أمجاد الشمس ) التي ظهرت عام 1994. تزوجت من « سيروس إبراهيم زاده « الذي عُرِفَ بأعمالِهِ الفنيَّة المميزة وكمخرج مسرحي, وكبيري أيضاً كانت مصممة للرقصات في المسرح وشعرها كان ينصبّ كموسيقا في الأدوار للأفلام وكانت مدرِّبَةَ يوغا‏

تعليقات على أشعار ناهد كبيري ( كاظم كريميان ) شاعر وناقد يقول :‏

كبيري تكتب عن تجربة شخصية و عن الجمال الطبيعي, أشعارها إضرابٌ شبيهٌ بسيمفونيةٍ أصيلة كلحنٍ يتراءى مثل صدى يتكرر من بعيد يسندُ في الحالة التي تُشعر القارئ بالإحساس عوضاً عن الكلمة في القصيدة, علاقتها بالكلمات حميمة وصريحة حيث القارئ يبدو غازياً عزلة الشاعرة بالتركيز على رقة فنها ومهارتها, و في وجهة نظرها نحو الرغبة الكامنة حيث ينبوع من الحيوية وعلاقات إنسانية ذات معنى كما علاقة الرجل بالطبيعة, يبدو للشاعر إبلاغ انطباعاتها كريحٍ خفيفة هامسة, خليطها الجميل وأسلوب كلامها الخارق, رقتها, شعورها الرقيق ينعكسُ في شكلها البسيط من دون مبالغةٍ مفرَطة كما لو كل كلمة كانت فراشة أو سرباً من الفراشات, شكَّل نموذجاً لقوس قزحٍ مبهج, دمدمة الغدير تمنحك السلام والدعَّة وأكاليل من شقائق النعمان الذي يغرس دفئاً جديداً ونشاطاً إلى الحياة .‏

( في خيالي الأزرق )‏

في خيالي الأزرق لملاقاتك‏

أعبرُ النهرَ, وتَجُفُّ ضفيرتاي النديَّتان‏

على التلال الحمراء.. مع دفء شقائق النعمان‏

نظرةُ القمر تَتَتَبَّعُ خُطاي‏

مع نجمينِ توءمين في جيوبي‏

والطائرُ الصغير بنى عشَّاً في صيف صدري‏

هل أقبلتَ من الرياح التي تخلَّيتَ عنها ؟‏

أنا القاطنةُ في العاصفةِ معك‏

إلى نهايةِ حدود الاكتئاب سوف أغطس .‏

ابتعدت كبيري الناضجة عن الظل الضعيف ل ( أحمد شاملو ) و ( فروخ فرخزاد ) وهي الآن تكتب بنموذج وأسلوب مستقل, في شعرها صرخة مفاجئة على الحياة الإجتماعية الحديثة والقضايا التي تخصُّ خيرَ المجتمع وصلاحهِ, شعرٌ بسيط متدفق يتميز بالحيوية, الشعر يحرر ذاتها من الأعراف و مكر وخداع الشعر الحديث, رسالتها صريحة تصل الى نقطةٍ هامَّة والشكر كلهُ لإحساسها الأنثوي السامي, خيوطها ساحرة ومقنعة.‏

سُئلت ذات مرة : لماذا تحبين الشعر ؟ قالت : سؤالكم يذكرني بأسئلةٍ أخرى متعددة ومن بينها لماذا أعيش ؟‏

مدة حياتي مع الشعر, لعدة سنوات شعرتُ خلالها باضطراب الحياة والألحان الشعرية أو التناغم الشعري, في نَفسي و الشبيهة بدفءِ أشعة الشمس المتألِّقة على البشرة المتجمِّدة, أو مرارة الألم في لحظات الظلام عندما أحتاجُ لكلامٍ, وتتضح لي الدوافع في فتراتٍ مفاجئة يأتيني الشعر ويساعدني لأشكو له عقليتي ونظرتي للحياة, يضرمُ النار مع شعلةٍ بينما أشعرُ بتحررٍ من الجنس البشري, وفي هذه اللحظات ترتبط روحي بالأحلام الذهبيَّة الخالدة التي هي موسيقا الإبداع, دوافعي للشعر هي نبضاتُ قلب الحياة, وبدون الشعر أُحِسُّ كسجينٍ لاهثٍ لرمقٍ أخير من الهواء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية