اضافة إلى محاولة حرف مسارها نحو القبول بواقع الاحتلال، فضلاً على محاولة محمومة من طرف الحكومة الاسرائيلية الحالية لكسب الرأي العام الاسرائيلي من جديد عبر اظهار نفسها بمظهر القادر على قتل من يحاربون شعبهم ويقتلون أبناءهم.أما الأهم من ذلك كله، فهو فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني برمته من خلال دفعه للقبول بالفتات.
والحال أنه مادام الهدف الأكبر هو كسر ارادة الشعب الفلسطيني وفرض الاستسلام عليه، فإن الرد لايكون إلاَّ بالإصرار على خيار المقاومة الشاملة. وتجربة التاريخ قد أثبتت أن حركة حماس ماضية في الصعود بصرف النظر عن ضربات الاحتلال، بل إن الضربات كانت على الدوام تزيدها قوة وتقدماً، ومرد ذلك مايتصل بالمعادلة التاريخية التي تحكم مسيرة الحركات العقائدية المجاهدة، والتي تتمثل في كسبها المزيد من المدد الشبابي في حال اعتقال الرموز والقادة أو اغتيالهم. ولاشك أن المدد المذكور يشمل رموزاً وقادة كباراً أيضاً، خصوصاً أنهم ينبتون في أجواء التحدي والمقاومة، من المؤكد أن لدى حماس من الرجال مايملأ الفراغ ويعوض النقص، بل إن المؤكد أن حجم المدد الآتي سيكون أكبر مما يتصور الكثيرون كما أثبتت التجربة خلال أكثر من عشرين عاماً من الصمود والجهاد.
إن مشروع نتنياهو لضرب حماس وكسر اصرارها على استمرار المقاومة، ومعها كسر إرادة الشعب الفلسطيني لن يكتب له النجاح في ظل استمرار استهداف القادة، إذ من الواضح أن الموقف سيزداد صلابة وانحيازاً إلى برنامج المقاومة بعد تحول مشروع التفاوض على يد الادارة الاميركية الحالية إلى مجرد ركض خلف حلٍ هزيل واضح المعالم، وليس مجرد سراب يحسبه الظمآن ماءً.
قصارى القول هي أن أهداف نتنياهو وحكومته من وراء الاغتيال لن تكون في وارد التحقق أبداً، لاعلى المدى القريب ولا البعيد، فلا حماس ولا الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة ستكف عن انجاب القادة والابطال، ولا ارادة المقاومة ستكسر، الأمر الذي أثبتته وقائع التاريخ في الماضي كما ستثبته في المستقبل.