وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير المعلم وصف سبيندليغر محادثاته مع المسؤولين السوريين بأنها كانت جيدة للسير قدما الى الامام لان الجانبين اللذين تجمعهما علاقات قوية وتاريخية يتفقان على هدف التوصل الى سلام يجلب الازدهار والاستقرار لمنطقة الشرق الاوسط لافتا الى أهمية الدور الاساسي لسورية في المنطقة.
بدوره وصف الوزير المعلم محادثات الوزير النمساوي مع الرئيس الأسد بأنها كانت بناءة شملت العلاقات الثنائية والاوضاع الراهنة في المنطقة ومستقبل عملية السلام.
وقال الوزير المعلم ردا على سؤال حول تصور سورية للدور الاوروبي والامريكي في دعم الوسيط التركي في المحادثات غير المباشرة بين سورية واسرائيل.... ان كل من جاء الى سورية من وزراء خارجية ووفود رسمية بمن فيهم السيناتور جورج ميتشل اشاروا بوضوح خلال المحادثات معهم الى أنهم يدعمون دور تركيا البناء لاستئناف محادثات السلام غير المباشرة بين سورية واسرائيل.
وأوضح المعلم أن ذلك يعد مؤشرا على تقدير المجتمع الدولي للدور التركي وكذلك موافقته على أن تتم هذه المحادثات غير المباشرة من النقطة التي توقفت عندها الامر الذي يدل بشكل واضح على جدية سورية في التوصل الى محادثات مباشرة تؤدي الى اتفاق سلام بين الجانبين.
وأضاف المعلم ان الحديث عن استئناف محادثات السلام دون شروط مسبقة غير مقبول لأن موضوع الجولان ليس شرطا مسبقا بل هو حق من حقوق سورية وهذا الحق ليس موضع تفاوض.
تطبيع العلاقات السورية الأميركية أمر مهــم
وجوابا على سؤال حول العلاقات السورية الامريكية وخاصة بعد تعيين سفير للولايات المتحدة في دمشق قال الوزير المعلم: كنا في حوار مع الادارة الامريكية طوال العام لكن خلال زيارة وليم برنز كان هناك تصور أمريكي للبدء في بناء وتطبيع هذه العلاقة ونحن وافقنا على هذا التصور وستبدأ الخطوات العملية من الطرفين.
وأعرب المعلم عن اعتقاده بأن تطبيع العلاقات السورية الامريكية هو أمر هام للغاية لبناء أرضية تحضيراً لليوم الذي يتم فيه التوصل مع الاسرائيليين الى مفاوضات مباشرة.
وأضاف: ان الطرفين وضعا نفسيهما على سكة تطوير هذه العلاقات ونحن نرغب بأن نشهد تطورا حقيقيا في هذه العلاقات وسنقوم من جانبنا بما علينا.
برنامجنا النووي سلمي
ورداً على سؤال حول وجود برنامج نووي سوري قال المعلم: انه لا يوجد برنامج مضيفا: ان سورية لا تقوم ببرنامج نووي عسكري وأن ما تقوم به هو استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية وخاصة في مجال الطب النووي وهذا النشاط يتم باشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونحن ملتزمون باتفاقية منع الانتشار واتفاق الضمانات الموقع بين الوكالة وسورية ونسمح للمفتشين بأن يأتوا حسب هذا الاتفاق لرؤية النشاطات التي تجري في هذا الصدد.. وفيما يتعلق بطلبات الوكالة الأخرى التي لا تقع في اطار اتفاقية الضمانات فنحن لن نسمح بتجاوز اتفاق الضمانات وبالتالي لسنا ملزمين بفتح مواقعنا الأخرى للمفتشين ونحن على عكس ما تملكه اسرائيل نشاطنا سلمي وهو تحت رقابة الوكالة الدولية.
ندين جريمة اغتيال المبحوح
وفيما يتعلق باغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة حماس وردود الفعل العربية قال الوزير المعلم: نحن في سورية ندين هذه العمليات ونعتبرها انتهاكا لسيادة الدول التي تجري فيها و المبحوح دفن في دمشق ونحن مثل دول العالم نراقب ونتابع رد فعل الدول المعنية التي استخدمت جوازات سفرها في تنفيذ هذه العملية ونطرح سؤالا: ماذا لو استخدم أهل الضحايا في رد فعلهم جوازات سفر مزورة لهذه البلدان ماذا سيفعلون.. مضيفا ان مثل هذه الاعمال تؤدي الى توتير الاجواء ولا تخلق مناخا لصنع السلام.
نشجع انسحاب القوات الأميركية من العراق
وعن موقف سورية تجاه العراق والانتخابات المزمع اجراؤها هناك قال المعلم: موقفنا واضح ومعلن نحن مع عراق موحد ومستقل ومستقر وامن وفيه مصالحة وطنية أما فيما يتعلق بالانتخابات فهذا شأن عراقي ونأمل أن تشكل هذه الانتخابات أرضية صالحة لانجاح العملية السياسية المتمثلة بالمصالحة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي.. أما بالنسبة للحكومة القادمة في العراق بعد الانتخابات فان موقفنا سيتحدد منها في ضوء موقفها من العلاقات مع سورية.
وفيما يتعلق بالموقف الامريكي تجاه العراق قال المعلم ان الامريكيين يشاطروننا موقفنا وهم يشجعون كل خطوة تؤدي الى أمن واستقرار العراق ونحن نشجع على تنفيذ ما وعد به الرئيس الامريكي باراك أوباما بانسحاب القوات الامريكية من العراق.
العلاقات السورية الأميركية
ليس لإيران صلة بها
وفي رد على سؤال عما اذا كان تطور العلاقات السورية الامريكية يتطلب اضعاف الرابط بين سورية وايران... اوضح المعلم ان العلاقات بين سورية والولايات المتحدة ليس لطرف ثالث صلة بها وسورية تقيم علاقات مع كل دول العالم بما يخدم مصالح شعبها ولا تقبل شروطا من أحد تقيد علاقاتها الخارجية كما أنها لا تفرض شروطا على الآخرين لتقييد علاقاتهم مع أطراف نعتبرها خصما لسورية.. نحن نريد أن نستثمر في هذه العلاقات من أجل تحقيق السلام والامن والاستقرار في المنطقة. وحول العقوبات التي يهدد الغرب بفرضها على ايران قال الوزير المعلم سورية لا تعتقد بأن العقوبات هي الطريق لحل الخلاف القائم بين ايران والغرب بل ان فرضها سيعقد من فرص ايجاد طريق للحوار البناء بين ايران والغرب..لافتا الى ان سورية مازالت تسعى لبناء حوار بناء بين ايران والغرب يؤدي الى حل سلمي لهذا الملف لكن هذا الحوار يجب أن يقوم على مبدأين الاول حق ايران بالاستخدام السلمي للطاقة النووية والثاني هو حق الآخرين وخاصة دول المنطقة في أن يثقوا بأن ليس لدى ايران برنامج عسكري للطاقة النووية.
نؤيد سلاماً يجلب الاستقرار
بدوره عبر الوزير النمساوي عن سروره لوجوده في سورية والاستماع الى رأي المسؤولين السوريين حول عملية السلام وقال نحن نتفق على الهدف وعلى ان يتمتع الشرق الاوسط بسلام يجلب الاستقرار والازدهار للمنطقة.
واضاف: ركزنا خلال لقائنا على قضية الشرق الاوسط والطريقة التي تفضل سورية من خلالها التوجه نحو عملية السلام كما تحدثنا عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وركزنا على موضوع اتفاقية الشراكة بين سورية والاتحاد الاوروبي حيث ابلغت الوزير المعلم باننا نريد ان نكون داعمين لسورية تجاه هذه المسائل لبناء علاقات جيدة مع الاتحاد الاوروبي ولتحقيق السلام في الشرق الاوسط.
سورية أحد أهم
اللاعبين في المنطقة
وعما اذا كان يحمل رسائل اسرائيلية لسورية قال الوزير النمساوي.. زرت خلال جولتي أربع دول واعتقد انه كان من المفيد الحصول على معلومات تحدثنا الكثير عن عملية السلام وكيفية القيام بمبادرة جديدة لاستئنافها وقال: أنا أدرك أن سورية هي أحد أهم اللاعبين الاساسيين في المنطقة وبناء على ذلك ركزنا على خلق ظروف ملائمة للسلام.
ورداً على سؤال حول ما ستقوم به النمسا في قضية اغتيال المبحوح في ظل الانباء التي تحدثت عن استخدام هواتف نقالة نمساوية.. أكد الوزير النمساوي انه لا يوجد اي تعاون مع النمسا بأي طريقة وحسب المعلومات التي وصلتنا فانه تم استخدام شرائح هواتف نمساوية ونحن نسعى للحصول على معلومات لكن أريد أن أوضح أنه بامكان أي شخص شراء شرائح هواتف نقالة نمساوية من أي محل في النمسا ودون ترخيص مسبق مشيرا الى ان هذا الموضوع سيتم بحثه في بروكسل الاثنين المقبل خلال اجتماع مجلس وزراء الاتحاد الاوروبي.
وبشأن نقل رسائل بين الفلسطينيين واسرائيل..قال الوزير النمساوي ابلغت الوزير المعلم بما تلقيناه من رسائل من كلا الطرفين لكن اذا بدأ الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني محادثات ونحن نقترح أن يقوما بذلك فانها ستكون الخطوة الأولى باتجاه بدء محادثات مباشرة بينهما.
ندعــم الدور التــــركي
وردا على سؤال ان كانت النمسا ستقوم بدور فاعل في الاتحاد الاوروبي لدعم الدور التركي في المحادثات غير المباشرة بين سورية واسرائيل قال الوزير النمساوي.. بالنسبة لدور النمسا في الاتحاد الاوروبي فنحن مستعدون للعب دور داعم في أي لحظة وهدفنا المشترك هو التحرك قدما واتخاذ خطوة جديدة لاستئناف عملية السلام.. وقد ابلغت الوزير المعلم استعدادنا للقيام بكل شيء في سبيل ذلك ومرة أخرى سنكون داعمين لسورية ايضا.
وتعقيباً على سؤال للوزير المعلم حول العلاقات السورية الايرانية وعلاقتها بالعلاقة السورية الامريكية قال الوزير النمساوي أنا أتفق مع الوزير المعلم وكنا نتحدث عن هذا الموضوع ونتبادل وجهات نظرنا المختلفة حوله واتفقنا على أن نبقى على اتصال ونثير الموضوع في اجتماعنا القادم.
وكان الرئيس الأسد بحث خلال زيارته للنمسا في شهر نيسان العام الماضي مع الرئيس النمساوي هانز فيشر والمستشار فيرنر فايمن افاق عملية السلام في المنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما اجرى الرئيس الأسد في كانون الاول الماضي محادثات مع فايمن خلال زيارته لدمشق تم خلالها اجراء تقييم للعلاقات السورية النمساوية والمراحل التي قطعتها.