تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المتلونون

نافذة على حدث
الأحد 18-8-2013
منهل إبراهيم

يذكرني موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما بالثعلب الذي ينتقل من بيئة إلى أخرى مغيراً لون فروه ليغازل المنطقة التي يحل فيها؛ ليتسنى له الإطباق على فريسته..

انتهى أوباما من تهنئة المفاوضين على دم الضحية الفلسطينية و عاد لمصر ليقلب الصورة التي رسمها كيري عن الأوضاع حين قال: «إن الجيش المصري تدخل لحماية الديمقراطية».. و تقدم أوباما ليلغي فرمان كيري، و أحذ من يد السلطان المشلول في أنقرة ورقة تركية ليكتب عليها الفرمان الأميركي الجديد بحبر أحمر، تضمن عريضة واسعة من الإدانات «للقمع الدموي» الذي يقوم به الجيش المصري، ما أفرح قلب السلطان المجبر على العزلة و العاجز عن كتابة فرمان مؤثر؛ لأنه تلقى أكثر من صفعة مصرية تألم منها وجه عدالته و تنميته في الآونة الأخيرة.‏

أوباما المتلون توجع بمكر و دهاء على دماء المصريين، و هو يقضي إجازته في «مارثاز فاينيارد» و ابتسم للصحفيين مطلقاً العنان لكلماته المؤثرة الفتانة، كيف لا وهو صاحب القلب «الكبير» الساكن في البيت الأبيض حيث المصنع الذي صنع اللعبة السوداء التي أفضت إلى قتل المدنيين «الحزين عليهم » في شوارع مصر.‏

الرئاسة المصرية التي تعرف اللعبة الأميركية من أولها إلى آخرها وجهت صفعة قوية لأوباما بردها عليه، فالأمور واضحة لا لبس فيها، و الشعب المصري بكامله يقف على حد سكين مطبخ البيت الأبيض، وأقدامه تثخن بالجراح مع كل مسير على هذا الطريق الذي تعده مقاولو واشنطن الذي رسي عليهم المزاد.‏

واشنطن تطلق النار في الاتجاهين، بل في كل الاتجاهات ولا يهمها نوع الضحية التي ستسقط، المهم في النهاية أن كل الاتجاهات تقود واشنطن للنتيجة التي تريد و هي أن الضحية التي تريد إسقاطها في النهاية هي الجسد المصري بكامله، ولا يتم ذلك إلا بمحرقة يكون أبناء الشعب المصري حطباً و وقوداً لها، تلونت و تبدلت المواقف الأميركية من جديد حيال ما يحدث في مصر، و بالطبع فإن هذا التبدل و التلون لن يكون الأخير، فالفتنة والحروب لا يخدمها سوى التلون والمتلونون .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية