والأهم من هذا وذاك طرح قانون لضبط الأسواق والسلع بعد إقرار مجلس الوزراء مشروع قانون يقضي بتعديل أحكام قانون التموين والتسعير رقم 123 لعام 1960 وتعديلاته مايشف عبر هذا الحراك أن رؤية حكومة بدأت تتجلّى على أرض الواقع لإدارة الأزمة بالأهداف وجعل الأولوية لحاجات المواطن المعيشية , ولاسيما في بؤر التماس الساخنة كحلب التي وزع فيها مؤخراً /150/ طناً من الخضار مجاناً على المواطنين كما زودت بـــ /60/ ألف سيارة بالبنزين .
والسؤال الجدير بالطرح هنا:
إلى أي مدى تفلح مثل هذه الإجراءات وسواها في السيطرة على بؤر الأزمة . وهل بالدعم الحكومي وحده تزول الأزمات؟!.
في الإجابة المبدئية عن هذين السؤالين , لابد أن نتلَّمس دور المواطن الأساسي في درء ما يواجه الدولة الآن من تحدّيات بدل الاتكال عليها كلياً في حل الأزمات .. فكّلنا الآن بدأنا نخوض في السنوات العجاف بعد أن ولى الربيع العربي مخلفاً وراءه كل تلك الحرائق وهذا الدمار والخراب حيث لا ديمقراطية ولا سلام سياسي باقيان .. وإنما الأبقى مشروع المقاومة الذي لا يزال ينبض حياً في آتون ما يجري في جحيم المنطقة ..
وإذا كان نخبة من المواطنين بدأوا يدركون بحسهم الوطني أن ثمة ثمناً لابد أن يدفعه المواطن السوري كلما امتد أمد الأزمة من قوت يومه وأمنه وأمانه في وطنه . فما زال البعض منّا للأسف يرى أن همّ المعيشة يعلو على همّ الوطن وينظر بعين – الاتكالية المطلقة – على الحكومة دون مبادرة في التعايش مع هذه الظروف الصعبة التي فرضت نفسها على كل بيت في تداعيات امتداد أمد الأزمة . واستنزافاتها فهل فكّر أحدنا مثلاً :
ما تكلفه قذيفة المدفع التي تصنع صمودنا في وجه الإرهاب الزاحف للتوطن في بلادنا.....
ولو خيرت – شخصياً – في مواجهة هذا المشروع الصهيو- أميركي في المنطقة بين رغيف الخبز والبندقية أيهما تختار؟!...
وما نفع الحي بلا وطن ولا كرامة؟!...
ما من شك أمام هذه العقيدة الراسخة أن اقتصادنا سيعود كما أكد قائدنا أقوى من السابق لأن لدينا شعباً حياً ..... ونحن بلد حضارة .... وأن ما نحتاجه الآن هو – الأمن- وريثما يتوفر ما نحتاج علينا, « أن نبتكر أفكاراً جديدة, كلنا نساهم بهذه الأفكار , كيف نتعامل مع هذه الظروف الصعبة التي فرضت نفسها ؟ وما هي الحلول الأفضل من الناحية الاقتصادية ؟ يجب أن نبادر كلّنا لاستنباط الأفكار, وهنا يأتي دور الإبداع , وعندما لا نكون مبدعين ستفرض الأزمة كل خياراتها علينا»...
هي دعوة تستوقف كل مواطن عربي سوري حرّ , وجهها علانية إلينا القائد حين قال» يجب أن نفرض نحن ما هي الحلول» ونبتعد عن الاتكالية.... وبعدها يأتي إعادة الإعمار...