ومع ماتتوصل إليه الأبحاث والتجارب يوماً بعد يوم تكتشف الحالات والإصابات في مراكز صحية مختلفة وتظهر في مناطق أكثر من أخرى لكنها في النهاية تصب في المشافي التخصصية لأمراض الأورام والتي تعاني من ضعط كبير يفوق قدراتها الاستيعابية بأضعاف.
بداية التعاون
في ظل هذا الواقع وماتشهده سورية من زيادة مضطردة بأعداد السكان وما تسعى إليه الحكومة في تقديم الخدمات الطبية وخاصة لمرضى الأورام يظهر المشروع التعاوني بين وزارتي الصحة والتعليم العالي المتضمن افتتاح ثلاث شعب متخصصة بأمراض السرطان في ثلاث محافظات هي مشفى زاهي أزرق في حلب ومشفى حمص الوطني ومشفى الهلال الأحمر بدمشق..وهي تابعة لوزارة الصحة..
وبهذا تدخل الصحة في دور هام لتقديم العلاج لأمراض السرطان بعد أن كان دورها مرتبطاً بالكشف عن الكثير من الحالات والتسجيل والتصنيف والمراقبة وبخاصة بعدما سجله السجل الوطني لأمراض السرطان من حالات وصلت إلى (104500) حالة خلال عامي ( 2002 و2009) مع رصد لتزايد مستمر من قبل الوزارة.
حين تستعصي السبل
ومشروع الشعب المتخصصة حسب ماصرح به المعنيون في الوزارة هو لرفع معاناة التنقل والسفر عن المواطنين ولاسيما في المحافظات الشرقية والبعيدة عن دمشق إضافة إلى تخفيف العبء عن العاملين في مشفى البيروني... ولتوفير علاجات لمرض الأورام بشكل أوسع....
لكن ماهو الدور الذي تقدمه هذه الشعب الجديدة ومدى إمكانياتها في استغناء المريض عن اللجوء إلى مشفى البيروني أو الأطفال أوالمشافي التعليمية الأخرى ؟
يقول د.نزار الضاهر معاون وزير التعليم العالي:
نحن نعمل في مؤسسات صحية متكاملة فيما بيننا ودائماً نسعى لتحسين الخدمات كل في المجال الذي يعمل فيه.
والمشافي التعليمية المرتبطة بالوزارة هي دائماً بالنسبة للمواطن الملجأ..حين تستعصي السبل الأخرى أمامه فتكون نهاية المطاف للبحث عن حل.
يجب أن تكون متكاملة
ولأن معالجة الأورام عملية تكاملية أيضاً تتطلب معرفة السيرة المرضية.. فقد يمر المريض بمراحل عديدة..يتم التركيز على التشخيص الذي تترتب عليه طبيعة العلاج ويجب أن تتوفر سبل التشخيص في جميع المراكز..
ومن هنا كان التوزع الجغرافي للخدمات العلاجية وشراء مسرّع خطي لمشفى الكندي الجامعي للمعالجة الشعاعية ليقدم المشفى الخدمات الطبية للأورام الجراحية والكيماوية والشعاعية بالاضافة للوسائل التشخيصية بآلية عمل مشابهة لمشفى البيروني والأمر ذاته تم إجراؤه بالنسبة لمشفى تشرين في اللاذقية حيث أصبح المسرع الخطي في مرحلة التجريب للتشغيل والمشفى يقدم خدماته بشكل يسبق الافتتاح وبوجود المسرع الخطي يقدم الخدمات الكيماوية والشعاعية.
جهازان في البيروني
وبتشغيل المسرع الخطي الثاني في مشفى البيروني الجامعي الذي هو قيد الاستخدام حالياً يصبح لهذا المشفى جهازان للمعالجة الشعاعية لتخفيف العبء الذي يقع على المريض في مسألة المعالجة والدور والسفر... حيث يتوفر العلاج للمريض في محافظته مايخفف عنه الجهد والترحال...
وتقدم المشافي خدماتها الطبية ضمن رؤية أكاديمية وخدمية معاً بوظيفتين تعليمية وخدمية...
ورغم توجه الحكومة حالياً لضبط النفقات لكن ذلك لاينطبق في القطاع الصحي...ويعطى القطاع كل مايحتاجه من تمويل وأموال ليستمر بتقديم خدماته بشكل أفضل...
بين 800-1200مريض
وهنا لابد من الحديث حول دور مشفى البيروني الجامعي كونه التخصصي الوحيد والأكثر ازدحاماً واستقبالاً لمرضى الأورام في سورية حيث يستقبل مابين (800-1200)مريض في اليوم حيث يؤكد الدكتور الضاهر: أن هذا الرقم بالنسبة للطاقة الاستيعابية للمشفى يعادل ضعفي الطاقة الممكن استقبالها..
وعليه ضغط كبير جداً نتيجة توجه المواطنين المصابين بأمراض السرطان للعلاج فيه .
أما مسألة التوسع في هذه الخدمات وحسب د.الضاهر فهي عملية تكاملية وافتتحت وحدة لمعالجة الأورام في مشفى تشرين الجامعي في اللاذقية بالإضافة إلى التوسع في مشفى الكندي الجامعي في حلب من خلال بناء جديد افتتح العام الماضي ليصبح هذا المركز تخصصياً لمعالجة الأورام بسعة 100 سرير.
400 مليون مخصصات أولية
وبالعودة إلى مشروع الشعب الطبية بالتعاون بين الوزارتين يقول د. الضاهر: المشروع يؤكد على معالجة المريض ضمن محافظته ودعم الكوادر الطبية في المحافظات فالطب بالدرجة الأولى ممارسة وليس معلومات نظرية وشهادات أكاديمية وبالتالي هذه الشعب سوف تخفف الضغط عن مشفى البيروني وتقوي الجانب العلمي للأطباء من خلال الممارسة والمتابعة.
أما بخصوص اختيار الأماكن لافتتاح هذه الشعب يوضح: ذلك يعود إلى وزارة الصحة وضمن إمكانياتها وتصوراتها في حين يبقى موضوع التمويل محط نقاش... وهو مطروح على مستوى الحكومة ويوجد مخصصات أولية لهذه الشعب التخصصية تقدر بـ400 مليون ليرة سورية... والمقترح أن يؤخذ هذا التمويل من الميزانية المخصصة للأورام وهناك مبالغ أخرى تحدد من ميزانية الحكومة سيتم تخصيصها إما لمشفى البيروني أو تعطى لهذه الشعب.
الشعب موجودة من حيث البناء
ضن هذا الإطار سألنا الدكتورة كناز شيخ مديرة الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة فقالت: إن مايصرف على الشعب الجديدة هو من الميزانية المخصصة للأدوية في وزارة المالية وعن طريق زيادة الميزانية الخاصة بالصحة.. ولكن تجهيزات الشعب وغرف المعالجة هي بالأساس تجهيزات وزارة الصحة... والشعب كبناء وتحضيرات موجودة أصلاً وإنما يعاد تأهيلها لتناسب خصوصية هذه الأمراض.
وطبعاً هناك لجان فنية مشتركة من الصحة والتعليم العالي لوضع تدابير افتتاح الشعب وتنسيق العمل العلاجي لخدمات أفضل ودراسة أمور المرضى، الأدوية وطبيعة العلاج..
كشف وتشخيص للكثير من الحالات
دوافع وزارة الصحة في الإقبال على هذه الخطوة وتحت عنوان إلى أين وصلتم؟
تبين د. شيخ: إن ذلك ينطلق من خطة الوزارة في تأمين علاج الأمراض المزمنة في المحافظات وسيتم افتتاح أقسام للعلاج الدوائي لمرض السرطان في شعبة المشفى الوطني في حمص، وشعبة مشفى زاهي أزرق في حلب وشعبة في مشفى الهلال الأحمر في دمشق هناك شعبة الأورام في مشفى دمشق أما الدافع الآخر فينطلق من الوزارة ومن خلال علاجها للمرض ومراجعات المواطنين تكشف وتشخص مشافيها مابين 35٪ و40٪ من حالات السرطان وتحال هذه الحالات إلى مشافي وزارة التعليم العالي وأن ماتبقى من النسب يكشف في التعليم العالي والعيادات الخاصة.
وبالتالي يتم كشف وتشخيص وعلاج عدد لايستهان به من الحالات في مشافي الصحة.،.. وهكذا تكون الشعب خطوة هامة لتذليل العقبات والصعوبات التي يعانيها المرضى للوصول إلى دوائهم وبالتالي اختصار الوقت والمسافات والمصاريف..
في مرحلة طلب الأدوية
وحول آلية العمل تقول: إن شعبة مشفى الهلال الأحمر في دمشق أصبحت جاهزة وهي تتسع لـ 16 مريضاً وتعمل بنظام الـ24 ساعة للمعالجة ونحن الآن في مرحلة تحديد الأدوية وطلبها بالاتفاق مع التعليم العالي...
وعملياً الأماكن والشعب جاهزة وبدأنا تجاربنا في بعضها كما أننا نفكر بدراسة إمكانية افتتاح شعبة في دير الزور لتسهيل أمور المرضى في تلك المناطق.
ولكن وبالنهاية المريض سيحتاج للعودة إلى البيروني في حالات العلاج بالأشعة... وكل هذه الخدمات التي تتم بالشراكة العامة الخاصة في العديد من الأمراض تصب في تكامل الخدمة المقدمة للمريض من جميع الجهات...