تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العراق في مواجهة الفتنة!!

شؤون سياسية
الاثنين 9-1-2012
بقلم: نواف أبو الهيجاء

شهدت بغداد يوم الخميس الماضي من كانون الثاني الجاري اربعة تفجيرات استهدفت العراقيين في الكاظمية ومدينة الصدر .خميس دام جديد بعد خميس التفجيرات الثلاثة عشر في 22 كانون الاول الماضي – ولكن التفجيرات الجديدة

هذه المرة اختلفت من حيث الاهداف . فإن كانت تفجيرات الخميس في 22 كانون الاول 2011 قد توزعت بين الكرخ والرصافة فإن تفجيرات الخميس الماضي محاولة لإعادة انتاج الاقتتال الطائفي والمذهبي التي شهدها العراق عام 2006 في ظل الاحتلال الامريكي – حيث سقط في ذلك الاقتتال عشرات آلاف العراقيين مع سيادة القتل في عموم وادي الرافدين – وانتج الاقتتال لجوء نحو مليوني عراقي إلى أماكن داخل العراق أكثر أمنا.‏

الموجة الجديدة من التفجيرات تأتي في ظل احتفال العراقيين بجلاء المحتلين – وان كان جلاؤهم غير كامل حتى اليوم . والموجة الجديدة من التفجيرات اتت في ظل تنامي الانقسامات والخلافات بين مختلف الاطراف السياسية في العراق – وخاصة في عملية دفع اطراف معينة من العراقيين الى الاصطفاف ( المذهبي ) سعيا الى تمزيق وحدة العراق بعد اشعال فتيل حرب طائفية ومذهبية جديدة تفوق تلك التي اشتعلت بفعل الاحتلال المباشر للعراق قبل ست سنوات .‏

ان الاختلافات بين مكونات الطيف السياسي العراقي الراهن تدفع الى الاعتقاد بأن الموجات الدموية التفجيرية انما هي مرتبطة بأجندات بعض الاطراف والقوى التي تتقاطع واجندات اعداء العراق وامة العرب من الصهاينة والامريكان وبعض القوى الاقليمية التي تريد ان تشتعل المنطقة كلها في حرب جديدة تعتمد الطائفية وتستهدف وحدة كل قطر من الاقطار العربية المعنية – من لبنان الى العراق مرورا بسورية .‏

ليس من شك ان على السياسيين العراقيين اليوم التنبه الى المخاطر المحدقة بوحدة العراق التي يؤسس لها الدستور الذي فصله المحتلون على مقياس تفجير الكيان الوطني العراقي لكي يتمزق العراق الى كانتونات متصارعة هزيلة وضعيفة تكون عبئا على العرب بدل ان العراق للعرب وان يعود دوره الرائد في ساح المواجهة مع المحتلين الصهاينة و من يواليهم وينفذ اهدافهم الخبيثة .‏

ان اعادة انتاج سيناريو العام 2006 يجب أن تقابل بمزيد من وعي العراقيين الذين قبروا المحاولة الاولى تلك لكن بعد ان دفع العراق الكثير من دم ابنائه – وعليه فالمطلوب اليوم تفويت الفرصة على زعانف واذناب الاحتلال والمخابرات الصهيو- امريكية التي تلعب في العراق على تأجيج نيران الفرقة الطائفية والمذهبية مستغلة تنوع العراق الطائفي والعرقي والمذهبي .‏

يجب ألا تؤخذ الامور على نحو يوحي بانها ليست الا اعمالا فردية . . فكل ما يجري يسير وفق مخطط جهنمي مدروس قد اعد له منذ عشرات السنين . يجب ان يتذكر ابناء العراق ان الموزاييك العراقي كان موطن قوة لهم طوال القرن العشرين – وان الاحتلال الامريكي جاء ومعه التقسيم – منذ البداية في حديثه عن مثلثاث ثلاثة في الشمال والوسط والجنوب .‏

حصانة شعب العراق ضد هذه المؤامرة هي التي تفوت على الاعداء مقاصدهم وهي التي تعيد العراق الى وحدته والى سيادته والى دوره القومي والاقليمي .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية