تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أميركا.. عين واسعة على آسيا!

لوفيغارو
ترجمة
الاثنين 9-1-2012
ترجمة: سهيلة حمامة

في مؤتمر قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي الأخيرة، طرح باراك أوباما رؤية خاصة للشراكة عبر المحيط الهادي أمام حشد من المفاوضين ينتمون لدول عديدة منها، استراليا ،

بروناي، تشيلي، ماليزيا، نيوزيلاندا، بيرو، سنغافورة، فيتنام إلى جانب كندا واليابان والمكسيك.‏

لكن مع انتهاء المفاوضات سقط لقاء القمة سقوطاً سريعاً لاصطدامه بعثرات مفخخة توشك على الانفجار والتشظي لتستقر في قلب القارة الآسيوية.‏

فالمنطقة الجنوبية من بحر الصين، على سبيل المثال، تشكل بجزرها الواسعة والمرجانية منها أيضاً، وأعماقها الملاحية موضوعاً تنافسياً في وقت مازالت الصين تؤكد سيادتها الكاملة وملكيتها المطلقة لهذه المجموعة الثرية، وبينما يصار إلى صياغة اتفاق بهدف تسوية خلافات عديدة متعلقة بالأقاليم الصينية الآسيوية وذلك عبر مفاوضات ثنائية ساهمت في إثارة حفيظة الصين، ودفعها لإدانته دونما إبطاء بحجة أن تلك المنطقة الجنوبية تمثل مصلحة وطنية مهمة إلى جانب تايوان والتيبت بالطبع لأجلهما استعدت لحمل السلاح...‏

وكما هو متوقع، سوف تساهم الانتخابات الرئاسية المقبلة على أراضي أعظم قوتين ديمقراطيتين في آسيا: تايوان وكوريا الجنوبية في رفع درجة حرارة العلاقات الدبلوماسية بينهما، الأمر الذي يدفع إلى زيادة الخطر المحدق في ظل القرارات الدبلوماسية لمناطق جنوب كوريا وتايوان، المتثمل بإلحاق الأذى والإساءة للنظامين الديكتاتوريين الأخيرين في قارة آسيا.‏

وفي سياق هذه الأوضاع، فإن بإمكان المرشحة المميزة والطامحة لاعتلاء كرسي الرئاسة في كوريا الجنوبيةdarxceun lye استثمار أعمال العنف الدائرة في كوريا الشمالية.. ومن اللافت أن نظام بيونغ يانغ يسعى للتحقق من إمكانية انتقال السلطة في هذا البلد إلى الجيل الثالث وحتى الرابع لعائلة جيم كيم إيل.‏

كأنما ينظر إلى الهيجانات والسخط الموجه صوب كوريا الجنوبية حالياً، كوسيلة لنشر الأمان والطمأنينة في قلوب هؤلاء الورثة وعلى رأسهم جيم كيم أون ، الرئيس الحالي للبلاد...‏

وحيال الانتخابات المزورة، بحسب عدد من المراقبين، والتي جرت في بروناي ، مؤخراً، حاولت السيدة augin sam sun الحائزة نوبل للسلام وبحكم معاصرتها للأحداث الجارية في بلادها، بروناي، تقديم نفسها كمخلص قادر على إحداث تغييرات حقيقية في كل مناحي الحياة، والجدير ذكره أن حكومة رئيس بروناي كانت أفرجت عن هذه السيدة بعد عقدين من الزمن قضتهما في الإقامة الجبرية وبادرت للتو في تأسيس حوار معها، فضلاً عن سعيها لتحرير الآلاف من السجناء السياسيين مؤخراً، إلى ذلك لم تتقاعس الحكومة عن تفهم وتلمس هموم مواطنيها جراء ثقل الصين وتأثيرها على بلدهم ولجأت للحال لإلغاء عقد بناء سد ضخم بقيمة 3.6 مليار دولار، وكان قيد الإنشاء وبإدارة مؤسسات صناعية عديدة...‏

إلا أن نمو الصين بشكل مسطح ودونما عمق، وارتباطه بهيكلية محلية أو إطار تنظيمي قد يجعل من المقولة الصينية الفلسطينية:« الصين امبراطورية الوسط بدون منازع، ولا مثيل» أمر مثير للقلق على نحو خاص، بيد أن الدور الأميركي المهيمن في منطقة آسيا منذ اندلاع الحروب في المحيط الهادئ قد عمل على تغييب بل وإسدال الستار على هذه الهيكلة المحلية.. ورغم هذا وذاك.‏

فإن نمو الصين، مصحوب باهتمامات الإدارة الأميركية على المستويين المحلي والدولي، قاد العديد من الآسيويين للتساؤل حول الديمومة المستقبلية والثابتة لهذه الالتزامات، كما وأفضى التأكيد والإثبات الاستراتيجي الحديث للصين بالعديد من الديمقراطيين الآسيويين إلى السعي لتعزيز علاقاتهم مع الولايات المتحدة ومنهم كوريا الجنوبية على نحو خاص التي سارعت لعقد اتفاق ثنائي للتبادل التجاري.‏

مقابل ذلك ، قطعت الولايات المتحدة وعداً بعدم لجوئها لتقليص النفقات المتعلقة بالدفاع في آسيا رغم التقليص المهم للنفقات الدفاعية المتوقعة من قبلها.‏

أكثر ماتحتاج إليه قارة آسيا في هذا الوقت إنما هو نظام إقليمي أو محلي تتم صياغته بشكل دقيق، وقابل للدمج في مؤسسات متعددة الجنسيات ومزودة بقوة ضغط..‏

قد تتمكن« الشراكة عبر الهادئ» بين هذه الدول: استراليا، بروناي، تشيلي، ماليزيا، إيرلندا، بيرو، سنغافورة، أميركا والفيتنام والتي تشرف ، أي الشراكة، على إدارة مجموعة مواد تموينية، وتوقعات متعلقة بالملكية الفكرية، واستثمارات أخرى، وقوانين ناظمة للمؤسسات العامة فضلاً عن اعتبارات أخرى تتعلق بالتبادل التجاري.. نقول إن بإمكان هذه الشراكة تحقيق بدايات جيدة في المجال الاقتصادي علماً أن الطريق مازال طويلاً لعمل وتحقيق ما نصبو إليه..‏

ثمة تحد واضح يواجه قارة آسيا يتمثل بوجوب التزام هذه القارة بهيكلية متعددة الأطراف للسلام، وإلا سوف تجد نفسها ملزمة بنظام تحالف عسكري استراتيجي.‏

إذاً الشراكة عبر المحيط الهادئ مهمة جداً بالنسبة لإدارة أوباما، فهي السبيل الأمثل لتطوير سياستها التجارية ودعم صادراتها الوطنية، وتحديد ملامح التجارة العالمية في القرن الواحد والعشرين، والانعطاف أيضاً نحو اتفاق تجارة إقليمي، وإمكانية فتح أسواق جديدة، وتوسيع الفرصة التجارية والتكامل الاقتصادي مع هذه المنطقة السريعة النمو، فضلاً عن إمكانية توفير فرص جديدة لإقامة توازن في العلاقة العميقة والمعقدة بين أميركا والصين بروابط أقوى من العلاقة مع الاقتصادات الأخرى في المنطقة على المدى الطويل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية