على عينيَّ يكتبكِ الفؤادُ
ويمحو ما تصوّرهُ العبادُ
فأنتِ بصيرة ٌخُلقتْ لتبقى
إلى أبدٍ إذا أفنى ُتعادُ
أخطـُّ خيالَ وجهكِ في عيوني
بجمرٍ كان يلفظهُ الرمادُ
أخيطُ بخيطِ سَهْوٍ كلَّ جفن ٍ
وأغفو كي يكبّلكِ الرقادُ
أخافُ إذا صحوتُ بأنْ تطيري
كوهم الحلـْم بدّدهُ سهادُ
رموشي قد غدَتْ قضبانَ سجن ٍ
وصورتكِ السجينة ُوالرشادُ
فحظكِ من بياض العين يبقى
وحظي صار يكسوهُ السوادُ
مناصفة ً من الحَوَر ِاقتسمنا
ألا أين الغنيمة ُ والمرادُ؟!
بَخُلـْتِ بقسمةِ العينين قصداً
وقد ألغى عدالـَتكِ العنادُ
فأعطي قِسْمَة َ الشفتين عدلاً
لكي يحيا بقبلتنا الودادُ
خذي العليا وسفلى أعطنيها
فأنتِ كريمة ٌ وأنا جوادُ
( نبيُّ العشق )
يا أيّها العشاقُ أنبئكمْ
وأنا النبيُّ لمعشر العشاق ِ
أنتمْ رياءُ الحسِّ أصدقكمْ
يمشي إلى وعد الهوى بنفاق ِ
النرجسيّة ُ لذة ٌ فتكتْ
بالجذر والأغصان والأوراق ِ
كلٌّ يريدُ من الغرام شذا
فإذا تأخّرَ هزّهُ بطلاق ِ
يشكو ويبكي دونما سَبَبٍ
ويقولُ: إنّ الدمعَ في الأشواق ِ
وَيْحيْ ألمْ يكن الحبيبُ لكمْ ؟!
حتى أضعتمْ جذوة َ الإشراق ِ
أفلتموهُ حماقة ً...عَتَبَاً
وهو الأسيرُ يُسرُّ بالإطلاق ِ
ليس الحبيبُ بصادقٍ أبداً
ونفاقكمْ أهدى الردى للباقي
كلٌّ شدا أنّ اللذيذ لهُ
وهو العطاءُ محطـّمُ الأعناق ِ
هذا يريدُ الحبَّ مسكنهُ
حتى سَرَى كاللصِّ في الأنفاق ِ
هذا يريدُ الحبَّ ملبسهُ
حتى يُرى بملابس الإقلاق ِ
فالعيبُ في العشاق مُـْذ عشقوا
أمّا الهوى فهديّة ُ الخلاّق ِ
فهي المصيبة في الأنا سكنتْ
واستأثرتْ بمفاصل الأخلاق ِ