على ماء الظنون مشى يقيني
وللأمواج أسلمني سفيني
رسا عقلي وخانتني فنوني
وأوثقني هواها بالجنون
***
فراشة
فَراشةٌ في فِراشي
فهل تراني أنامُ؟!
وكيف كيف أُلامُ؟!
ليقظتي واندهاشي؟!
***
شجرة
تبدينَ كالشجرةْ!
وفتىً يحومُ
كأنه حشرةْ!
لكنه لا يقربُ الثمرةْ:
صفرٌ على عشرةْ!!
***
ميجنا
ظلّي كما أنتِ
أنا باقٍ أنا
وغداً ستأخذنا ليالي الميجنا
نمضي وراء الفجر
ننشد أمسَنا!
***
فكرة
بيني وبين أصابعي
تقف المسافة مثل فكرةْ
أجتازها بتسارعي
فتئنّ في الأعماق جمرةْ
يا قلبُ ما لك لا تعي
من بعدها معنى المسرّةْ!
هلا بقيتَ هنا معي
ودع الكواكبَ في المجرّةْ
واسمحْ لذهني الألمعي
ألا يورّطني بحفرةْ
رَدَّ الفؤادُ بلا وعيْ:
أتظننا نرعى مبرّةْ؟!
يا بؤسَ حال المبدعِ
في كلِّ حرفٍ ألف حسرةْ!!
***
فجر
لوّنتُ فجري بالمحبة والهوى
ومحوتُ بدري بالدموع وبالجوى
وانفضّ عني الليلُ موهونَ القوى
وزرعتُ شمسي في أصيصٍ لا يُرى
ورويتُ آفاقَ السماوات العُلى
بالشعر.. ليس الشعر سحراً يُفترى
بل إنه قلبٌ على شفتيّ نامْ
طفلٌ ترعرعَ في تضاريس المنامْ
نبعٌ تدفّقَ بالمشاعر والكلامْ
طيرٌ بعزّ الحرب غنّى للأنامْ:
لوّنتُ فجري بالمحبّة والسلامْ