|
|
كيف نستثمر .. بيئة سليمة مع إعادة تدوير المخلفات الورقية مجتمع حتى يتم الاستفادة منها والاستغلال الاقتصادي الجيد لها وأصبح التخلص من النفايات بطريقة رشيدة هدفا لكثير من السياسات الحكومية على مستوى العالم ، في حين باتت كثرة النفايات وتناثرها مصدرا من مصادر التلوث في البيئة. ومع بداية التسعينات بدأ الاهتمام والتركيز على إعادة التصنيع المباشر وغير المباشر، لتحسين تصنيع النفايات لإنتاج مواد أخرى تعتمد على نفس المادة الخام . إن البرامج والحملات التي تقوم بها الجمعيات المهتمة بالبيئة لعبت دورا« هاما» في تعزيز الفكر العام بأهمية إعادة التصنيع لأهميته الكبيرة ، كذلك نشر ثقافة العمل التطوعي وترسيخ الوعي البيئي وإنقاذ الأشجار و الموارد البيئية الأخرى ، وقد وجد هذا المشروع استحساناً وقبولاً كبيرين لدى طلبة المدارس وربات البيوت وجميع المهتمين بالشؤون البيئية . وبينت الدكتورة نهى دياب عضو جمعية حقوق الطفل أهمية إعادة تصنيع الورق في معرض حديثها عن الحملة التي تقيمها الجمعية لتدوير الورق أن الفكرة ليست جديدة في واقعنا الحياتي أو المعاشي فقد كان أهلنا سابقا لا يلقون في القمامة أي شيء له أهمية مباشرة بل كانوا يعيدون استهلاكه بطريقة أخرى مفيدة مثل الألبسة والأقمشة والأواني وغيرها..... انطلاقا« من مبدأ حفظ النعمة وهذا السلوك خلق أرضية كبيرة لإعادة تدوير النفايات التي غابت عن ثقافة الكثير من المجتمعات ، والذي بات يعمل من أجله حاليا» الكثير من الجهات الرسمية والأهلية . أهمية إعادة تصنيع الورق تتمثل فائدة إعادة تدوير المخلفات الورقية أنها تساعد في خفض استهلاك الأشجار أو استيرادها والذي يكلف مبالغ طائلة فالورقة مهما صغر حجمها أو وزنها فإن لها ثمن وهذا يؤدي إلى توفير كمية كبيرة من الأشجار المصدر الرئيسي للورق الخام ،وتأتي حملة إعادة تدوير الورق لأنه يعتبر عملية اقتصادية من الدرجة الأولى لأن إنتاج طن واحد من الورق من مخلفات ورقية يوفر تقربيا» (4100 واط و28 م3 من الماء ) والتقليل من ناتج القمامة ، وخفض كميات كبيرة من التلوث البيئي الناتج عن تصنيع الورق . وحماية الأشجار والأراضي الزراعية من المخلفات الورقية وزيادة قدرتها على امتصاص الكربون وطرح الأوكسجين . وتتابع الدكتورة نهى : ومن خلال عملنا في الجمعية استطعنا تأمين كمية من الورق استثمرنا ثمنها في تزويد / 200 / طفل من الأسر الفقيرة مع بداية العام الدراسي باللباس المدرسي والقرطاسية اللازمة له وهذا جزء مما قصدته أن للورقة ثمناً وأهمية كبيرة . الفرز هو الأساس وتضيف الدكتورة نهى : عند بدء الحملة توجهنا إلى ربات البيوت لأنهن الأساس في الحملة والتوجيه في الأسرة وبينا لهن أهمية فرز المخلفات المنزلية من زجاج وبلاستيك وأوراق وأقمشة وقمامة ، وكذلك توجهنا لطلاب المدارس وعقدنا معهم جلسات حول أهمية إعادة تصنيع المخلفات المتنوعة وأن الأوراق التي نرميها في حاويات القمامة قد نشتري بها دفتراً أو قلماً لطفل محتاج . وككل عمل يبدأ صغيرا» ويكبر كذلك وجدنا قبولا» من الناس وتجاوب حتى أن البعض آمن بالفكرة وعرض أن يدخل عضوا» في جمعيتنا للمشاركة والمساهمة معنا . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يبقى العمل منوطا» بعدة شروط يجب أن تتوفر ليأخذ حيزا» كبيرا» من الإسهام والفاعلية في تحقيق الغاية والهدف الذي نسعى إليه. عقبات كثيرة نتخطاها ...لإيماننا بالفكرة إن أي عمل تطوعي تقوم به أي جهة رسمية أو شعبية تحتاج إلى آليات للقيام بعملها من سيارات لنقل الأوراق ومستودعات لحفظها وتجميعها ومن ثم سيارات شحن للمعمل الذي سيعاد فيه تصنيعها والأهم أننا نؤمن بأهمية العمل الذي نقوم به ونثق أن الأيام القادمة سوف تشهد توسعا» كبيرا»في تغيير المفاهيم البيئة عند الناس والأهم أن يعرف الناس أن حملتنا هي إعادة ترشيد واستهلاك الموارد الطبيعة والحفاظ عليها وهي سياسة تلقى الاهتمام في كل دول العالم ،ولسنا مجرد جامعي مخلفات منزلية . الثقافة البيئية ضرورة ملحة بات من الواضح في الآونة الأخيرة أن الوعي البيئي والحفاظ على مكونات البيئة هو أولوية وحاجة ملحة في ظل ما نعيشه من المتغيرات المناخية التي نشهدها و المترافقة مع انحسار المساحات الخضراء وازدياد نسبة التصحر ونقص المياه ومشاكل التلوث وما إلى ذلك ، وأصبح التعاون والتنسيق بين المساعي الحكومية والمساهمات الأهلية والفردية ضرورة يفرضه واقع المشكلة . وهنا تقول الدكتورة نهى : إن الثقافة والتربية والوعي البيئي يبدأ من الفرد لأنه هو الأساس في الحفاظ على البيئة ، وتعتبر الأم المسؤولة الأولى عن تربية الفرد تربية بيئية صحيحة ابتداء» من المنزل وانتهاء بالسلوك العام المجتمعي لدى الأفراد . ولدي مثال : هناك ظاهرة نتلمسها عندما تذهب بعض الأسر للتنزه بالحدائق والمنتزهات العامة ، نجد الكثير من هذه الأسر ترمي الطعام وأكياس النايلون ومخلفات ( السيران ) على الأرض وتحت الأشجار وبين الأزهار رغم وجود حاويات ولافتات تشير وترجو المتنزهين إلى تلافي هذا السلوك وهو بالحقيقة سلوك غير حضاري و غير مسؤول ، وهنا يبرز دور الأم والأب في توجيه سلوك أولادهم نحو حماية البيئة والمحافظة على الممتلكات العامة وتربيتهم منذ نعومة أظفارهم على ذلك وقياسا على ذلك نستطيع الحديث عن عشرات الأمثلة التي تتناول هذا الجانب من التربية البيئية . الإيمان بالفكرة ومن الجدير بالذكر إن العمل التطوعي في سورية يحظى باهتمام كبير وباتت التجربة السورية مثالا» يحتذى في هذا المضمار لأنه يشرف عليها مجموعة نشيطة ومتميزة من الكوادر العلمية والثقافية والتجاوب الكبير بين شرائح الناس .. وتشير الدكتورة نهى : إننا في جمعيتنا نسعى إلى تعزيز ثقافة التطوع والإيمان بفكرة تدوير الورق لدى جميع شرائح المجتمع وخصوصا فئة النساء والشباب حتى يصبح ثقافة عامة بين الجميع , فالجبل الشاهق يتكون من أحجار صغيرة فوق بعضها البعض لأن ما يمكن القيام عندما نؤمن بالفكرة يفوق التصور، ويمكن أن يحدث تغييراً ايجابيا وجوهريا في المجتمع لدى تعزيز روح التعاون والمساهمة بين أفراده . حملات مستمرة بين المدارس في سياسة إعادة الورق نعتمد إسلوب الاستمرار والمتابعة والتشاركية بين جميع الجهات الرسمية والشعبية ونتمنى أن نحقق أكبر قدر من النتائج ، لأن العائد في النهاية سيصب فيصب في تمويل مشاريعنا الخاصة بالجمعية من (علاج ألبسة -أدوية -قرطاسية .....) والتي تستفيد منها الأسر المنتسبة للجمعية . ففي النهاية عملنا يتضافر مع بقية الأعمال التي تفيد شريحة من الناس الذين يعيشون أوضاعاً صعبة ونسعى لتقديم أعمال يستفيد منها المجتمع .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
