ما يقارب العام والشعب العربي السوري يقاوم بعقله ووعيه وحبه ووطنيته وتجذره في هذه الأرض، التي ما عرفت يوماً الإذلال والخنوع والانكسار،
بل كانت على الدوام تلك الصخرة التي تحطمت وتتحطم عليها باستمرار كل المؤامرات والمشاريع المشبوهة التي تحاول النيل من قامة وعزّة هذه الأمة.
منذ ما يقارب العام والشعب العربي السوري يصدر للعالم تلك الصورة الحقيقية الصادقة عن أبهى وأجمل صور للحمة الوطنية التي تكاد تفتقر إليها معظم دول العالم وخاصة العربية منها.. رغم كل الجراح المثخنة والآلام المروعة والدماء التي سالت وتسيل كل يوم كسواقي الأنهار ولا نبالغ القول هنا... لم يتوان هذا الشعب عن الفداء والتضحية يودعون قوافل، ويستقبلون أخرى.
من يسمع هذا الشعب البطل وهو يتحدث إلى الفضاء المفتوح عبر وسائله المختلفة يدرك كم سورية غالية حقاً....
هل رأيتم جيل الخمسين والستين والسبعين والثمانين والتسعين والألفين وهم يشدّون من عضد هذه الأمة.
هل سمعتم ذاك الجريح وهو يخاطب أحد أعضاء مراقبي البعثة العربية في مشفى المجتهد وهو يقول بنفس العزّة والكرامة التي تزين جباه السوريين أخي شهيد وعندي خمس أخوة شباب وجميعهم فداء الوطن، بترت رجلي في تفجير الميدان الإرهابي وكل هذا لا يهم... المهم أن تبقى سورية بخير، ونبقى نحن أبناء هذه الأمة نحبّ بعضنا بعضاً، محافظين على اللحمة الوطنية التي رضعناها منذ 40 عاماً... كل عمرها سورية رمز المقاومة والصمود ... سورية هي أصل العروبة أمهّا وأبوها... بس إنك ترحم بقلمك أوجاع هذا الشعب حينما تريد كتابة تقريرك.
هل سمعتم وسمع العالم تلك النسوة في حي الميدان وقبلها في دوار كفرسوسة، اللواتي تركن كل شيء في منازلهن وقدمن إلى مكان الانفجار علّهن يقدمن شيئاً.. يتبرعن بالدم إذا ما تطلب الأمر، ويشاركن بقية الشعب في لملمة الأشلاء التي غادرت تلك الأجساد المتجهة كل حسب عملها.
هل سمعتم وشاهد الآلاف ذاك الشاب الساحلي الذي جاء مسرعاً إلى مكان الحدث الأليم ليعلن الصوت عالياً، ويقّبل وجنة من كان على يمينه وشماله، فهم إخوة سوريون وإن كانوا من مناطق مختلفة..
هل سمعتم الحناجر وهي تهتف بصوت الحق وهو ينتفض لكرامة الأمة من الأرض السورية وهو يتغنى حبّاً للجيش والأمن والشرطة وكل ما يعزز أركان النظام والدولة.
هذه هي سورية الشعب أولاً وأخيراً بكل ما يملك من مقومات وطاقات وقدرات وعزائم وكفاءات وخبرات والأهم من كل هذا وذاك يمتلك الوطن والشرف والإخلاص..