تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قرية (دروشا) أنموذجاً.. رحلة إلى القمر أرخص من شراء مسكن!!

العقارية
الاربعاء 7/2/2007
خالد محمد خالد

يقول أحد الساخرين من الجنون الذي أصاب سوق العقارات أن رحلة الى القمر أرخص بكثير من شراء منزل أو عقار في مدينة دمشق او ضواحيها,

بل أكد جازما ان العقارات في باريس ارخص من العقارات في ريف دمشق?!.‏

ولذلك لم يكن يتوقع احد أن تقفز بعض العقارات في اماكن مختلفة بالقطر الى حد (يضع العقل بالكف).‏

فهذه القرية المنسية والغائبة عن اهتمام المعنيين (دروشا) والتي لا تبعد سوى 20كم عن مدينة دمشق اصبحت قبلة وتوجه العديد من التجار والمستثمرين.. ولعل اللافت في الأمر ان العقارات, خاصة الاراضي الزراعية كانت وقبل فترة قصيرة جدا تباع (بالدونم) والعقارات داخل مناطق التنظيم تباع (بالقصبة) وهي تعادل تقريبا 24م.2‏

أما اليوم فإن المبيع صار بالمتر وبمجرد مقارنة بسيطة بين فترة قصيرة ماضية واليوم نجد أن دونم الارض الذي كان يتراوح سعره بين 200-600 الف ليرة سورية صار يباع 4-10 ملايين ليرة وذلك حسب موقعه وقربه من الخدمات, وحسب قول بعض الاشخاص فإن هناك عقارا يقع داخل الضاحية التي أحدثت مؤخرا ومطلوب ثمنا له 14 مليون ليرة سورية وهذا المبلغ المطلوب كان بإمكان اي شخص يملك هذا القدر ان يشتري كل قرية دروشا قبل وقت قصير?!.‏

والسؤال الذي يطرح نفسه: أي جنون هذا الذي اصاب سوق العقارات ولماذا كل هذا الارتفاع?.‏

وأهل الخبرة واصحاب المكاتب العقارية يصدقون هذه الاسعار الخرافية ويعترفون ان الاسعار طارت فوق السحاب!!.‏

ولذلك فلديهم كل المبررات لارتفاع الاسعار في هذه البلدة وكل القرى المحيطة بمدينة دمشق لعل أهم وأشد الاسباب هو القرب من العاصمة وثانيا الموقع والاطلالة المميزة وتصنيفها من البلدات السياحية حسب تصنيف الادارة المحلية.‏

وما يلفت الانتباه هو أن بعض المناطق في ريف دمشق قد استنفذت تماما ووصلت الى مرحلة لم يعد بامكان أي شخص التجارة بها من حيث الاسعار أو البيع والشراء وبمعنى اخر هذه المناطق اغلفت تماما مثل الصبورة وجديدة عرطوز وغيرها.. لذلك كان لا بد من البحث عن بديل.‏

وذكر بعض اصحاب المكاتب العقارية ان هناك توجها من قبل شركات استثمارية ومن دول شقيقة ودول مجاورة للعمل, والسكن في هذه المنطقة, وهذا الأمر أثر كثيرا على ارتفاع سوق العقارات وقد نجد أن بعض سكان مدينة دمشق قد بدؤوا بشراء عقارات في دروشا وقاموا بتأجير منازلهم بأسعار تبدو أيضا خرافية.‏

بالاضافة الى ما تقدم فقد تم احداث ضاحية سكنية في التنظيم الحديث للبلدة حيث من المتوقع انشاء وتنفيذ 500 كتلة وكل كتلة تحتوي على 15 شقة سكنية, كما أن هناك عدة جمعيات سكنية بدأت بالاستثمار في هذه البلدة, وبالنسبة لاسعار هذه الضاحية قد تبدو طبيعية للقادرين والميسورين ولكنها حكما خرافية لأبناء المنطقة, حيث يتراوح سعر متر الارض بين 6-12 الف ليرة, أما سعر متر البناء (على العظم) نحو 10-17 الف ليرة.‏

وبالنسبة لأسعار المزارعين والفيلات فتلك حكاية من ألف ليلة وليلة فالمزرعة التي لا تزيد مساحتها عن 2000م وتحتوي على بناء وديكور ومسبح وبعض الديكورات يتراوح سعرها بين 30-40 مليون ليرة سورية.‏

وهناك مزرعة لأحد المقيمين العرب طلب ثمنا لمزرعته التي مساحتها لا تزيد عن 2000م مبلغا خياليا وصل الى 2 مليون دولار أي ما يعادل 100 مليون ليرة.‏

بقي أن نشير اخيرا الى ان اسعار العقارات في دروشا, ليست حالة نادرة أو فريدة ووحيدة في جنون الاسعار, إنما هي مثال من البركان الذي لا بد ان يثور وينفجر ويصيب الكثير من اصحاب العقارات!!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية