وما واجه الطالب من حالات كثيرة تدل على تصرف غير مسؤول لهذا المراقب أو ذاك لعدم رغبته بالقيام بدور المراقب فهذه المهمة جعلته ينظر إلى الامتحان بنظرة سوداوية ويراه ليلا حالكا طويلا يتمنى أن ينتهي بسرعة ويصاب بحالة من التشاؤم والبؤس وحبس النفس طوال فترة الامتحان.
فعلى الرغم من أن المراقبين يأتون في بداية الامتحان بحماس واندفاع فيقومون بالتهديد والوعيد للطلاب فور دخولهم قاعة الامتحان وأنهم سيفعلون كذا وكذا إذا لم يلتزم الطلاب بكلامهم وهذا بالطبع يشكل عامل ضغط نفسي على الطالب وكل ذلك خوفا من التفتيش على قاعات الامتحان.
لكن في الأيام الأخيرة من الامتحان وعندما تخف الرقابة عليهم يبدؤون بالتململ والتهرب من أداء واجباتهم, فبينما تكون أعدادهم في بداية الامتحان خمسة مراقبين على الأقل في القاعة الواحدة, تنخفض في نهاية الامتحان إلى اثنين فما دون.
وهذا ما حصل فعلا, ففي أحد المدرجات الذي كان فيه أكثر من مئة طالب لم تكن سوى مراقبتين تديران المدرج, وفي إحدى القاعات الأخرى دخل مراقبان فقط إلى القاعة وبعد أقل من ساعة رن خليوي المراقبة الشابة وكان صوته قويا لدرجة أنه أرعب الطلاب عند سماعه وبعد مكالمة خارج القاعة دخلت وتناولت حقيبتها وخرجت مسرعة دون أن تعبر المراقب الآخر أن تستأذنه وتركته وحيدا ينظم أكثر من خمسين طالبا.
إذن هذا ما يحصل في الامتحانات تشديد والتزام بالرقابة في البداية وتراخ وفرار في النهاية, وعلى الطالب أن يلتزم مكانه دون أن يحرك ساكنا حتى لو كانت القاعة فارغة من المراقبين.