والذين أتوا ليتسلوا على الطلاب والطالبات, إذ ما زال الصراخ سيد الأحكام في القاعة ويتشتت ذهن الطالب ويمضي الوقت وما تبقى من الوقت يضيع بتلزيق الأوراق والحديث مع الطلاب.
قالت لي طالبة في قسم التاريخ: لقد نقلني المراقب من مكاني خمس مرات خلال عشر دقائق, لا أدري إن كنت أتيت إلى امتحان أو لأقدم عرضا للأزياء, وبعض الطالبات يسمح لهن بدخول الامتحان حتى وإن تأخرن عشر دقائق, وأخريات لا يسمح لهن بالدخول ولو تأخرن دقيقة واحدة ولا تفلح معهن لا الدموع ولا التوسلات, فالجامعة فيها خيار وفقوس, ويامين يشتري?
كلمات نابية وملاحقة للفتيات
كنت أسأل طالبات الآداب عن الامتحان, قالت لي فتاة: هناك شكوى بعيدة تماما عن الامتحان لكنها تؤرق معظم الفتيات وتجعلهن أحيانا في حالة من الهذيان, إذ إن هناك بعض الشباب الذين يدخلون الحرم الجامعي من خارج الجامعة فنصف الذين في الجامعة ليسوا من الجامعة, البعض يتحدثن مع الفتيات من باب التعرف والزواج, والبعض الآخر يجلس على طرف الحائط بانتظار مرور الفتيات ليبدؤوا بإطلاق الكلام البذيء والذي أخجل أن أعيده, هذا الأمر يتكرر كثيرا في أيام الدوام وأيام الامتحانات.
أتربة في عيون الطلاب
أما عن النظافة فحدث ولا حرج, فأيام الامتحانات جاءت مع أيام الخير, والمصيبة أن الحفر كثيرة وقد أصبحت مستنقعات والمستنقعات امتلأت بالأوساخ, وإن هبت الريح فالأتربة تدخل في عيون الطلاب.
هذه شكوى من أكثر من كلية لكن ما لفت انتباهي قول أحد الطلاب عندما سألته: لماذا ترمي بعقب السيجارة على الأرض مع أنك تتحدث عن النظافة, أجاب: لو أننا وجدنا الجامعة نظيفة ومشطوفة فهل كنا رمينا أي شيء على الأرض, أما وإنها مهملة أصلا فهل نعذب أنفسنا بالبحث عن سلة للمهملات.
أثناء حديثي مع الطالبات مر أحد الطلاب بسيارته بسرعة الريح عندها قالت لي إحدى الفتيات: هذا ابن الدكتور يأتي بسيارة أبيه للتباهي مع أنه من خارج جامعتنا, يسرع بالسيارة ويشفط ويضحك هو وزملاؤه عندما تهرب الفتيات.