تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين الشاشة والكتاب ... المهم الحصول على المعرفة

شباب
الاربعاء 7/2/2007
آنا عزيز الخضر

لم تحسم الأبحاث والدراسات حتى اليوم تأثير تزايد استخدام الشباب لوسائل الاتصال الحديثة, إلا أن النقاش حولها لم يزل

مستمراً من نواحٍ مختلفة منها كمصدر للثقافة والمعرفة, فيتم التساؤل أهي أفضل أم الكتاب يبقى النبع الصافي للثقافة وتقول الأرقام عندنا تصل نسبة اعتماد الشباب للحصول على الثقافة من التلفزيون إلى 91% وفق احصاءات المسح المركزي يليه الراديو بنسبة 65% أما الكتاب ف 50% وهذا يشير إلى تفضيل الشاب للشاشة على الكتاب رغم الفرق الكبير بين الوسيلتين في مناخ عديد قد يكون أبرزها أن الكتاب يعود الهدوء والتركيز والتأمل والتنوع في ما يقدم التلفزيون والانترنت يتيح استهلاك وقته وعقله وشخصيته عموماً بعوالم مبتذلة تحقق حاجات الشباب بطريقة سوية وتبعده عن حاجاته الحقيقية.‏

يؤكد الدكتور ماجد أبو ماضي من جامعة دمشق أن الشاشة والكتاب يمنحان المعلومة ويكسبان العلم والمعرفة, لكن ذلك الاشتراك لا يعني التطابق فالشاشة بألوانها وتغيرها وتجددها لا يمكنها أن تلغي أهمية الكتاب لطالب العلم ومهما بلغت اغراءات الشاشة فإنها في المحصلة تعتمد على الكتاب ذاك الذي يحيط بأي موضوع بشكل شامل غير متقطع بينما الشاشة تقدمه مجزوءاً ومتقطعاً, حيث الكتاب في جميع حالاته حتى لو كان ضعيفاً فإنه يمنح الثقافة والمقدرة على الحكم, والشاشة قد تعطي العلم والمعرفة لكن في نفس الوقت يمكن أن تكون وسيلة للإفساد.‏

دون أن ننسى الحاسوب الذي يشغل الشاب بالألعاب كما الانترنت ومقاهيه ومواقع دردشته, فهذه المغريات تجعل الكتاب منعزلاً ومهمشاً, ورغم أن ايجابياته تفوق الشاشة بكثير فشبابنا يهجرونه ويعزفون عنه لصالحها.‏

من جهة ثانية يرى شبان كثر أن للشاشة ميزات إيجابية يصعب وجودها في وسيلة أخرى كما قال الشاب مازن حمزة: إن الانترنت له دوره المهم في الحصول على المعلومة وكسب الوقت وذلك يعود طبعاً للإنسان نفسه وماذا يريده من الانترنت الذي يسهل فعلاً عملية البحث والاطلاع والحصول على المعرفة بوقت قياسي.‏

أما مسؤولية إعادة مكانة الكتاب بشكل خاص والثقافة بشكل عام فحددها الباحث بديع عطية بالمؤسسات التربوية قائلاً: الشباب هم مصير الوطن, ونحن نعيش في حالة مأساوية في كل ما يتعلق بتشكيل العقل, لذلك فإن المسؤولية تقع على عاتق المؤسسات بالدرجة الأولى كوزارة التربية ولجان تطوير المناهج.‏

فهناك ضرورة ملحة لإعادة تعديل المناهج لصالح الأنشطة الثقافية والعمل يبدأ مع المناهج لتكريس القراءة والكتاب في حياة شاب, اليوم الذي يأخذه عالم مقاهي الانترنت والألعاب والتسالي, هذا ما أكدته الشابة رشا أبو لبدة فقالت: قد يجوز أننا نملك نظرة سلبية تجاه الكتاب أسست لها حياتنا الدراسية ومناهجنا ما يجعلنا نستسهل الشاشة.‏

أما الشابة رنيم الجنان فقالت: يجب إقامة المحاضرات والندوات وحلقات الكتب التي تشد الشباب كلقاء ثقافي واجتماعي, ففي ذلك محاولة لتكريس دور الكتاب وخلق الحالات الحوارية التي تحفزنا للاطلاع.‏

ومن جهته قدم الدكتور أبو ماضي عدة مقترحات وإجراءات يجب اتخاذها للعودة إلى الكتاب وتوضيح مزاياه وفوائده, والبداية فيها من الأسرة ثم المدرسة عبر تكامل منسجم في التشجيع والتوجيه وتسهيل سبل الحصول على ما يريده الشاب من كتب وحسب ميوله وبمشاركة المؤسسات الأخرى للنهوض بقيمة الكتاب وإيلائه الأهمية الاستثنائية بدءاً من وزارة التربية والثقافة إلى اتحاد الكتاب, فكلهم مسؤولون عن الكتاب ولكل دوره لإخراج الكتاب بالشكل اللائق الذي يجذب الشاب والقارىء إليه وكما للمراكز الثقافية أهميتها في إقامة حلقات الكتب واللقاءات الفكرية بهدف التوعية للشباب عن أهمية القراءة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية