|
نافذة الأسبوع شباب كثرت في الآونة الأخيرة الندوات الاقليمية والدولية حول اشراك الشباب في إيجاد حلول لمشكلات معاصرة منها ما هو صحي ومنها ما هو سياسي اجتماعي, كالشباب والعنف ,والشباب وصراع الثقافات,وغيرها من العناوين,والشباب و مجتمع المعرفة.وكل هذه عناوين مهمة وتعكس اهتماما بهذه الفئة العمرية وتمنح الشباب فرصة النمو بتقدير الذات من خلال مشاركتهم بمناقشة المشكلات والتعبير عن آرائهم ووضع حلول لها. وهي ان كانت كما قلنا مهمة الا أنها تعكس حلولا فوقية,لأنه في مجرى التغير الاجتماعي وخاصة السريع الذي نعيشه تتغير القيم وأنماط العيش والنظرة الى الحياة والعالم,وطبعا يكون الشباب الأكثر تأثرا بهذه المتغيرات ومرونة في الاستجابة لها,فتنشأ فجوة بين حاجاتهم وامكاناتهم وامكانات أهلهم المادية والاجتماعية,وعندما لاتلبى حاجاتهم تنشأ المشكلات سواء النفسية او الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية أو التعليمية.ومع انتفال شبابنا نتيجة الانفتاح على العالم من نمط الحياة التقليدية الى المجتمعات الحديثة ولو شكليا,فقدوا القيم الراسخة التي توجه سلوكهم وهي سلسلة تطول من قيم التكافل الاجتماعي اليومية الى القيم الوطنية .....وافتقاد القدوة الحسنة وكل هذا يجعلهم عرضة لعدم التكيف وبالتالي الانحراف والتفكك الأسري والأمراض والعنف,والحلول لاعادة اندماجهم لابد أن تكون من هنا أي من واقع يؤمن عدالة اقتصادية ينتج عنها عدالة اجتماعية,والندوات لن تكون حلا. لأن العنف الذي أصبح يهدد كل المجتمعات أساسه الاقصاء والظلم وليس موروثا ثقافيا,وحتى ان كان كذلك فالرعاية والادماج تخففه ان لم تلغيه.
|