الكتاب يبحث ويحلل اطروحات مفكري المحافظين الجدد الذين يديرون سياسة البيت الابيض .
يقول الكاتب الفرنسي جان كوكتو اذا تجاوزنا الامور فلنتظاهر بتدبيرها ذلك هو الانطباع الذي يتبادر الى الذهن لدى القراءة المتأنية لكتاب سيباستيان فيمارولي الروائي والكاتب في مجلة لوبوان ومعاون تحرير في صحيفة الفيغارو الادبي وفي كتابه المتميز هذا واسلوبه الذي كثيراً ما يتميز بالخصوصية ينطلق الكاتب الى لقاء جيل بأكمله هو جيل المفكرين المنظرين لسياسة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الامريكية ويتمحور الموضوع الرئيسي في هذه اللقاءات حول الحرب على العراق لكنه بتحرياته يذهب الى ابعد من ذلك ليستطيع الاقتراب او الولوج الى داخل سياسة الولايات المتحدة بمجملها فأكثر من خمس عشرة شخصية من المفكرين بشكل اساسي تعرضوا لاستجواب من قبل فيمارولي دون اولويات لأحد هكذا وبصخب واضطراب يقدم لنا بورتريه مثيرا للاهتمام عن امريكا الامبريالية مع الكثير من المفاجآت في هذا الكتاب (الاستقصائي) الذي لم يعتمد على ريبورتاج انطباعي يترك وقعا في النفس عن بلاد جورج بوش, انما يقوم على تحليل ما يبدو علمياً واكثر فائدة ويطلعنا على ابحاث مختلف المفكرين ذوي النفوذ ويأخذ بنا الى المشاهير مثل بيل كريستول وهيلل فرادكين والى شخصيات اكثر تعقيدا مثل جون مارشيمر الذي تم تهميشه او صاموئيل هنتنغتون.
الذي يجب ان لا نغفل انه المعلم والمرشد الروحي للمحافظين الجدد كما اظهرته قراءات عديدة .
لم يتردد فيمارولي في كتابه من ان يخدش العديد من تحليلات الذين سبقوه من الكتاب الفرنسيين مثل رواية (bhl) التي اثارت جدلا كبيراً في الولايات المتحدة وفرنسا فالاقدام على عمل كهذا هو بمثابة جريمة مساس بالجلالة وفيه نذير شؤم من النجاح الاعلامي للكاتب, لكن يكفي ان يكون شاهدا كبيراً على حرية نبرة وصوت الكاتب وعلى نجاحه في عمله فالى كل القراء والمتعطشين الى السرد الروائي والى غير المختصين ننصح بقراءة كتاب فيمارولي للوقوف على حقائق وقضايا اساسية لهذه الامبراطورية التي لا تتوقف عن التحولات والتغيير الى الاتجاهات المخفية والتي تشهد عليها حركات المحافظين الجدد وتخبطهم السياسي الاخير .
الكتاب ليس تجربة كلاسيكية بل هو بحث فكري وعمل هام , كما نجده ضرورياً للمشهد الفرنسي الموسوم بأنه ذو ايديولوجية قريبة او مناهضة للسيادة الامريكية.