تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لو ما منحسب ما منسلم

اقتصاد الأسرة
الاربعاء 7/2/2007
بثينة النونو

حضرت صديقتي من بريطانيا لزيارة سورية والأجانب يحبون أولاً زيارة دمشق القديمة وبعد أن أنهينا جولتنا في الأسواق والجوامع والكنائس

كان لابد لي من دعوتها للغداء في أحد المطاعم الخمس نجوم, وأحمد الله كثيراً أنها كانت نباتية أي لا تأكل اللحوم بكل أنواعها, ولأني لا أريد أن تكون الفاتورة كبيرة, قلت لها: وأنا مثلك مع أني أحب السمك كثيراً لكنني أعرف أن السمك غال جداً, خاصة في المطاعم, لذلك طلبنا صحن تبولة وصحني سلطة وصحن حمص وصحن بطاطا وبيتزا لي ولها وشاي بعد الأكل وبالطبع الماء والمحارم طلب إجباري, أكلنا وشبعنا والحمد لله وطلبت فاتورة الحساب, نظرت في الفاتورة وأمعنت النظر أكثر, قرأتها عدة مرات فربما أجد خطأ, لم أجد, دفعت 1200 ليرة سورية و50 ليرة للكرسون وخرجنا.‏

ذهبت إلى البيت وبدأت أحسب إذا كان صحن التبولة في المطعم ب 100 ليرة سورية وصحن السلطة الواحد ب 100 ليرة أيضاً وصحن الحمص ب 50 ل.س وصحن البطاطا ب 85 ل.س والبيتزا ب 300 ل.س.. لأ وكمان ضريبة.. ترى لو أني عزمتها في بيتي فكم ستكلفني هذه العزيمة?!.‏

إذا قلنا صحن التبولة فيه 1/2 جرزة بقدونس وبندوراية وبصلة وليمونة أو ملح الليمون و(نتفة) برغل و (شوية) زيت, لا أظن أنه سيكلفني أكثر من 15ل.س, ستقولون إني أبالغ.. أبداً لأني بعد أن أوصلت صديقتي إلى الفندق, ذهبت مباشرة إلى المؤسسة الاستهلاكية لأتأكد فيما إذا كانت أسعار الخضرة ما زالت مرتفعة, فوجدت أن كيلو البندورة ب 25 ليرة وكيلو البطاطا ب 25 ليرة وكيلو البصل ب 21 ليرة وكيلو الليمون ب 20 ليرة والخسة ب 20 ليرة والبقدونس ب 7 ليرات.. أما البيتزا فلو أني عملتها بالبيت فلن تكلفني أكثر من خمسين ليرة سورية, هذا إذا دللتها كثيراً بالجبن, فكيلو الجبنة القشقوان ب 230 ل.س, أي أني أستطيع أن أعمل أكثر من عشرة صحون من التي قدمت لنا بالمطعم ولن تكلفني أكثر من 250 ل.س, خاصة وأنهم لم يضعوا عليها سوى (شقفة) فليفلة وشوية رب البندورة وزيتونتين.‏

مع كل هذا الإجرام من المطاعم ترى الناس يتزاحمون ويتسابقون للحجز والأكل عندهم, لا أدري ربما يكون السبب أن هناك بعض الناس لا يتعبون كثيراً بالحصول على المال, وبعضهم يعتبر الذهاب إلى المطعم بريستيجاً اجتماعياً أو تقليداً أعمى, والبعض ربما كانوا مثلي يكونون مضطرين أحياناً لمجاملة بعض الناس.. والله أعلم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية