تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رغم كل شيء..سعداء ومحظوظون..!!?

اقتصاد الأسرة
الاربعاء 7/2/2007
سحر عويضة

لطالما شكلت لي مسألة المواصلات والتنقل هاجساً ومصدراً للقلق والتعب باعتباري صحفية ومضطرة للانتقال يومياً الى أماكن متعددة,

ولا أملك سيارة خاصة, وكوني مسرفة لم أستطع طوال السنين التي عملت بها أن أدخر مبلغاً من المال لأدفعه /دفعة/ لشراء سيارة بسيطة بالتقسيط كما فعل معظم زملائي.‏

وقد حاولت أن أوفر على نفسي مشكلة الإنزعاج اليومي من سوء الخدمات العامة في المواصلات حتى بات أسهل طريق عليَّ أن استأجر سيارة تكسي في كل مشوار واعتدت هذا الأسلوب في حياتي منذ سنوات طويلة علماً أن التكسي لا يخلو من المضايقات أحياناً فمثلاً في أوقات الذروة /أثناء خروج الموظفين وذهابهم وكذلك طلاب المدارس/ يبدو من المستحيل أن يجد المرء سيارة فارغة, وأحياناً أخرى اضطر للركوب مع أكثر من طلب لأصل, وغالباً ما يزعجني بعض السائقين عندما يسألون: الى أين? فإذا أعجبهم الطريق كنت محظوظة.‏

وإذا لم يعجبهم ساروا في طريقهم دون أن يردوا ولو بكلمة اعتذر.‏

على كل حال ومع ذلك كله تبقى التكسي أرحم من مشكلة السرافيس.‏

والحقيقة أنني مللت من دفع أجور التكسي يومياً وخاصة بعد ارتفاع أسعار البنزين وزيادة أجور التكسي, علماً أنني اضطر يومياً لركوب التكسي مرتين أو ثلاث مرات على الأقل وهذا ما يحتاج الى دخل بحد ذاته وقد حاولت أن ألجأ الى السرافيس العامة علني أستطيع أن أوفر قليلاً من استكتابي الذي لا يكفيني أحياناً لدفع فاتورة الموبايل الذي غالباً ما أستخدمه لقضاء عملي أثناء تنقلي..‏

وسأقص عليكم ما حدث معي منذ عدة أيام وتحديداً خلال العطلة الانتصافية للمدارس, حيث طلب مني أطفالي يزن ويارا أن أصطحبهما في مشوار باعتبارهما في فترة عطلة والجو حلو ليتناولا البيتزا.‏

طبعاً من حقهم بعد أن درسا وأنهيا امتحاناتهما وكانا من المتفوقين أن يرتاحا ويتسليا في عطلتهما.‏

فاصطحبتهما الى مطعم /بيتزا هرت/ ومن المعروف أن هذا المطعم يقع في حي المالكي, وبما أنني من سكان حي الميدان فليس هناك أي وسيلة للمواصلات سوى التكسي, طبعاً استأجرنا سيارة للوصول الى المطعم وبعد أن خرجنا ارتأى الأولاد أن يذهبا للهو قليلاً في حديقة الجاحظ المقابلة للمطعم, فامتثلت لأمرهما باعتبار أن هذا المشوار مخصص لهما.‏

وبعد أن لعبا واكتفيا قررنا أن نمشي قليلاً في شوارع المالكي ثم نذهب الى أقرب مكان نستطيع أن نجد فيه سرفيساً يوصلنا الى المنزل علنا نوفر قليلاً بعد أن أنفقنا ما فيه الكفاية, ومشينا باتجاه شارع الحمراء وقطعنا مسافات طويلة لنركب سرفيس /ميدان شيخ/.‏

ولا أستطيع أن أصور لكم المعاناة التي لاقيناها على السرافيس بين دفش وضرب..إلخ‏

وطبعاً كان بإمكاني اختصار هذه المعاناة والعودة بالتكسي ولكن ازددت اصراراً على العودة بالسرفيس بعد أن مشيت وعانيت كل هذه المعاناة, وبما أنني لم أفلح أبداً أن أجد مكاناً لي ولولديَّ في أحد السرافيس التي مرت, ما اضطرنا للسير من بداية شارع الحمرا الى الجسر الأبيض واقتربنا من الوصول الى بداية الخط, ليسعفنا الحظ بسرفيس فارغ عاد لتوه ولم يسبقنا إليه أحد, فأسرعنا للركوب في المقعد الخلفي الأخير نحن الثلاثة, ثم بدأ الاندفاع والعراك على الباب وامتلأ السرفيس بالجالسين قرفصاء أكثر من الجالسين على المقاعد, وما أنساني تعبي وانزعاجي ومعاناتي ساعة ونصف تقريباً, ودعاني الى الضحك في نفس الوقت سوى كلمات ابنتي وهي تقول بفرح كبير (ماما نحنا كتير مبسوطين وحظنا حلو لأنه لاقينا محل نقعد والناس ما لقوا).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية