.هذه الحقيقة المرعبة جاءت بعدما تمكن نيجيري من إدخال كمية من المتفجرات إلى طائرة أمريكية قبل أسبوع تقريبا، وهذا ما كشف عيب أجهزة الكشف عن الممنوعات في المطارات، الأمر الذي دفع مؤسسات البحث العلمي الألمانية إلى الكشف عن تطوير ماسحات ضوئية لمراقبة الأشخاص عن بعد وفق ما صرح به تقرير معهد فراونهوفر لفيزياء الذبذبات العالية في بون.
وبحسب المعهد الألماني، فإن طريقة عمل الجهاز الجديد للمسح الضوئي للجسم تشبه عمل كاميرا الفيديو، أي أنه يمكن تركيبه مثلاً في سقف أحد المطارات ويلتقط صوراً لصالة المغادرين والموجودين فيها، بحيث يمكن عند الضرورة تقريب العدسة لتكبير صور أشخاص معينين بين جموع الناس أو لتصوير تجمع ما.
أما الفرق بينهما فهو أن كاميرا الماسح الضوئي ليست مجهزة بأجهزة استشعار بصرية، وإنما تلتقط الموجات الكهرومغناطيسية كتلك التي تنبعث عن جسم الإنسان.
وقد طور الباحث هيلموت إسِن جهازاً يستطيع التقاط هذه الإشعاعات الصادرة عن جسم الإنسان وتقييمها.
وأوضح إسن أنه يمكن التقاط هذه الإشعاعات أثناء حركة الأشخاص ومن مسافات مختلفة قد تصل إلى عشرين أو خمسين متراً، وعندما يلاحظ المراقب قدوم شخص يبدو «شريراً» يوجه عدسة الكاميرا عليه لتقريب صورته ومراقبته بشكل دقيق ذلك أن «الابتكار الجديد يمكننا من فحص الشخص من على بعد
وكشف إسن عن ميزات الابتكار الجديد مشيراً إلى أنه بدونه يصبح من الضروري فحص الشخص المشتبه به عن طريق لمس جسمه وعندما يتم الاقتراب منه «ربما يكون الأوان قد فات.»
ولدى توجيه كاميرا الماسح الضوئي الجديد على الأشخاص تظهر ملامحهم الإطارية على الشاشة كأشكال سوداء، ويمكن تمييز حركات الوجه، إلا أنه لا يمكن رؤية الجسم عارياً ولا الأعضاء الجنسية.
ووفقاً للباحث دينيس نوته، الذي ساهم في تطوير الجهاز، فإنه يمكن للجهاز تمييز أشياء عديدة بوضوح، مشيراً إلى أن الخبرة تساعد على تمييز نوع الجاكيت الذي يرتديه الشخص ومكان السحاب الذي يبرز كمعدن، ويمكن أيضاً رؤية الأشياء المحظورة مثل المسدس الموضوع في الجيب.
وأضاف نوته أن الجهاز يمكنه تمييز وجود حزام متفجرات بوضوح، فهو يبرز أمام الجسم، أي بصرف النظر عن نوعية الألبسة التي يرتديها الشخص فوق الحزام نتمكن من اكتشاف ذلك بواسطة الماسح الضوئي الجديد.
تقنية الماسح الضوئي الجديد بسيطة نسبياً، فالجهاز يلتقط الموجات الكهرومغناطيسية التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.