تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تايوان و التيبت تهددان جسور التهدئة بين واشنطن و بكين.. الصـــين فـــي مواجهـــة تحديـــات القـــرن الحـــادي والعشـــرين

قاعدة الحدث
الثلاثاء 9-2-2010م
أمين الدريوسي

تعد الصين أكبر دولة نامية وتمتلك سوقاً استهلاكية هائلة، وهي أكبر شريك تجاري في العالم، فمثلاً تعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي.

وهكذا يظهر جلياً أن الضغوط الأميركية الحالية على الصين، من خلال الإعلان عن صفقة الأسلحة الأميركية الضخمة لتايوان،‏

وكذلك اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما، تستهدف محاولة كبح جماح النمو الاقتصادي الصيني المذهل، وجعل بكين تغير مواقفها بشأن العديد من القضايا الاقتصادية والسياسية الدولية. لقد مرت العلاقات الأميركية - الصينية بمراحل عديدة من التوتر إلى المهادنة إلى التعاون وفق سياسة المصالح المتبادلة. لكن يبدو المشهد اليوم أكثر قتامة، فالصين التي تصعد بسرعة لتحتل المركز الاقتصادي الثاني عالمياً بعد الولايات المتحدة والتي تنتهج سياسة واقعية، تأخذ بالحسبان مصالح الدول الأخرى، الصين اليوم بقوتها المتنامية ومواقفها الدولية. لا تعجب واشنطن بل تثير حفيظتها وتوجسها من قوة التنين الأصفر المتصاعدة، وقد أكد وزير الخارجية الصيني يانغ غي تشي أن الضغوط الأميركية الحالية، تسعى لتضليل الرأي العام، قائلاً في الوقت نفسه إن بلاده تنتهج طريقاً سلمياً للتنمية، وأن سياساتها العسكرية، دفاعية، محذراً من الانسياق وراء التهديدات الأميركية بتشديد العقوبات ضد إيران، ما يعني أن الصين ماضية في سياستها المستقلة، والتي تسعى لبناء عالم جديد متعدد الأقطاب، يكون فيه لمصالح مختلف الدول مكان تحت الشمس.‏‏

اعتبرتها بكين تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء.. صفقـــة أسلحـــة أميركيـــة لتايـــوان بـ 6.4 مليـــارات دولار‏

من المعلوم أن تايوان هي القضية الأكثر أهمية، والأكثر حساسية في العلاقات الأميركية الصينية، إذ لطالما عبرت بكين عن غضبها من صفقات الأسلحة الأميركية إلى تلك الجزيرة، التي تعتبرها الصين جزءاً من ترابها الوطني، ومن محاولات واشنطن للتدخل في شؤونها الداخلية، وفي تجاهل لمعارضة بكين القوية تجاه مثل هذه الصفقات لتايوان، ما أثار استيائها واعتبرته تقويضاً لعلاقاتها مع الولايات المتحدة التي لطالما تم تحقيقها في الماضي، كما أنه سيلحق الضرر بشكل خطير بالأمن القومي الصيني، وسيكون له عواقب خطيرة لا يرغب أي من الطرفين التسبب بها.‏‏

فقد ظلت صفقات الأسلحة الأميركية مع تايوان مسألة حساسة بين الصين والولايات المتحدة. ولأجل إزالة عواقب تطوير العلاقات بين البلدين، أصدر الجانبان الصيني والأميركي بياناً مشتركاً في 17 آب من عام 1982، تعهد فيه الجانب الأميركي بتقليل مبيعات الأسلحة إلى تايوان من حيث الكمية والنوعية تدريجياً، حتى ينتهي من هذه الصفقة في نهاية المطاف، ولكن هناك حقيقة لا جدال فيها، عند مراجعة قائمة صفقة الأسلحة مع تايوان، وهي صعود مبيعات الأسلحة الأميركية معها من حيث النوعية والمواصفات.‏‏

وانطلاقاً من قائمة صفقة الأسلحة المعلنة حالياً، تخطط الإدارة الأميركية لتبيع تايوان 60 مروحية من طراز «بلاك هوك»، و114 صاروخاً من طراز باتريوت -3 المضاد للصواريخ، و12 صاروخاً من الصواريخ المضادة للسفن وكاسحات (اوسبرى) للألغام، وصواريخ هاربون، ونظام توزيع المعلومات المتعدد الوظائف، إضافة إلى معدات أخرى خاصة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويصل إجمالي قيمتها إلى 6 مليارات و400 مليون دولار، وذلك لم يشتمل على مقاتلات أف-16 التي ترغب تايوان بامتلاكها لتطوير أسطولها الجوي، والطبعة الزرقاء للغواصات وغيرها من الأسلحة الهجومية المنصوصة على قائمة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأصلية لصفقة الأسلحة.‏‏

إن الأهم من ذلك هو أن صفقة الأسلحة الأميركية مع تايوان أضرت بالمصالح الصينية الرئيسية سياسياً، والتحدي للخط الأحمر الصيني، وسيجعل مستوى تنسيق الإستراتيجية العامة بين الصين والولايات المتحدة ينخفض إلى حد معين وستبرد العلاقات العسكرية الصينية الأميركية التي أعادت دفئها لتوها، وتقيد العلاقات المقربة بين جانبي مضيق تايوان، فمنذ تولى حزب جومينتانغ حكمه في تايوان مرة أخرى، تحولت العلاقات بين جانبي المضيق من البرد إلى الدفء، ودخلت إلى مدار التحرك المتبادل الطيب، بالرغم من أن الجانب الأميركي أبدى موقفه مرات من أن السلام في جانبي المضيق يتفق مع المصالح الأميركية، ويرحب بالتطور السلمي للعلاقات بين جانبي المضيق، إلا أن الولايات المتحدة لا ترضى بإبعادها «خارج الموضوع»، ولكن مشاركتها في العلاقات بين جانبي المضيق وإشرافها عليها يظلان اهتماماً استراتيجياً شديداً دائماً لها، أما صفقة الأسلحة فيمكن أن يسمى قناة فعالة لإثارة هذه العلاقات.‏‏

وجاء رد الفعل الصيني حاداً ومحذراً من أن الاستمرار بصفقة الأسلحة إلى تايوان سينسف كل جسور التعاون الدولية والإقليمية القائمة بين الولايات المتحدة والصين، ما يبرهن أن الأخيرة لن تسمح لكرة النار الأميركية أن تتدحرج إلى أراضيها عبر خاصرتها التايوانية. نظراً إلى الآثار الضارة وغير المرغوبة، وباعتبار آخر إن الصفقة تعطي إشارات خاطئة لتايوان وتؤجج مشاعر الاستقلال لديها، وتضع عقبة أمام التوصل إلى طريق سلمي.‏‏

رفضت بكين ضغوط واشنطن وقررت الرد من البوابة ذاتها التي استخدمتها واشنطن للهجوم عليها، فأعلنت أنها ستمضي قدماً في فرض عقوبات على شركات أميركية تبيع أسلحة لتايوان ما لم توقف تلك المبيعات، كما أعلنت عن تعليق التبادل العسكري مع واشنطن.‏‏

فمن الواضح أن الأمريكيين أرادوا مراقصة نظرائهم الصينيين على نغمات الموسيقا الهادئة لكن الرياح جرت بما لا daryoussi@gmail.com‏‏

"السفن.‏‏

daryoussi@gmail.com‏‏

‏">تشتهي‏

daryoussi@gmail.com‏‏

"السفن.‏‏

daryoussi@gmail.com‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية