|
200 مليار دولار خسارة الكفاءات العربية لعام2006 .. 74٪نسبة الباحثين في المركز الوطني الفرنسي من أصول عربية مجتمع ولم تخص هذه التحولات بلداً دون سواه أو تياراً دون آخر بل شملت كل بلدان إقامة المهاجرين العرب كما تبينه الإحصاءات الدولية اليوم ويشير التقرير الإقليمي لهجرة العمل العربية 2008 الصادر عن جامعة الدول العربية ويضم سلسلة دراسات وتقارير حول السكان والتنمية في المنطقة العربية فيما يتعلق بالباحثين من أصول عربية في المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا حيث يعد هذا البلد إحدى الوجهات التقليدية للهجرات العربية وخاصة المغاربية والتي شهدت في العقود الأخيرة ارتقاءً وحراكاً اجتماعياً للمهاجرين العرب أو منهم من أصول عربية ترتب عليه تواجد هؤلاء في مختلف الأنشطة العليا من النشاط الاقتصادي لاسيما في المهن العلمية والبحثية. باحثون من الدرجة الأولى ولعل أكثر ما يميز الباحثين من أصول عربية هو تواجد عدد كبير منهم في فئة الباحثين من الدرجة الأولى ومديري الأبحاث في الدرجة الثانية ما يؤكد على أن بروز هؤلاء الباحثين من أصول عربية في الوحدات البحثية التابعة للمركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا هو أمر حديث النشأة عموماً. ويؤكد التقرير وجود مكثف وقوي للعرب في الاختصاصات التي لها علاقة بالرياضيات والفيزياء وعلم المجرات والكون والعلوم والتكنولوجيا والمعلومات، أما تواجد الباحثين من أصول عربية في الوحدات البحثية التابعة للعلوم الاجتماعية والإنسانية فهو يغاير لواقع الوحدات البحثية التابعة لإدارتي الرياضيات والفيزياء والمعلومات وغيره، فهؤلاء الباحثون في المعهد الفرنسي للبحث العلمي لا يكونون فئة وظيفية واجتماعية متجانسة بل يشكلون فئة وظيفة تجمع باحثين ذوي مسارات وظيفية ومهنية متنوعة. ويوضح التقرير أن حوالي 64٪ من الباحثين الذين يشتركون في أبحاث الوحدات العلمية البحثية التابعة للمركز الوطني الفرنسي ينتمون أصلاً إلى مؤسسات بحثية فرنسية أخرى وخاصة الجامعات ما يعزز تواجد العرب ضمن فئة الباحثين الأساتذة في فرنسا. واللافت في هذا الإطار أن الباحثين من أصول عربية في غالبيتهم يشتغلون في الميادين العلمية ذات الصلة بالعلوم الدقيقة والتطبيقية إذ تستقطب الإدارات العلمية الخاصة بالرياضيات والفيزياء والمجرات والكون والعلوم والتكنولوجيا والمعلومات حوالي 74٪ من إجمالي الباحثين من أصول عربية والتي يبلغ عدد وحداتها البحثية 316 وتستقطب لوحدها 35٪ من إجمالي الباحثين العرب في حين لا تمثل العلوم الإنسانية والاجتماعية والتنمية المستدامة سوى 26٪ من إجمالي الباحثين ما يؤكد على الطلب العام لفئة الباحثين التطبيقيين في فرنسا على غرار باقي الدول الصناعية حضور بارز لطلبة المغرب وذكرت معطيات التقرير أن حملة الدكتوراة العرب وخاصة المغاربة في العلوم والفيزياء والرياضيات يمثلون حوالي 48٪ من إجمالي اطروحات الدكتوراه التي قدمت خلال عام1999 في حين تستقطب العلوم الطبية والحيوية 22٪ منها، أما العلوم الاجتماعية فإنها تمثل 28٪ من إجمالي طروحات الطلبة المغاربة. كما لايقتصر وجود الباحثين من أصول عربية في المركز الوطني للبحث العلمي على العمل العلمي فقط بل يتجاوز ذلك ليشمل إدارة الوحدات البحثية إذ تسجل الأرقام تواجد 23 باحثاً من أصول عربية على رأس إحدى الوحدات البحثية التابعة للمركز المذكور. وجودهم ليس جديداً وبينت المعطيات والأرقام على أن بروز الباحثين العرب في المؤسسات البحثية الفرنسية ليس بالأمر الجديد، فالمؤسسات البحثية الفرنسية ترتبط بعلاقات تاريخيةمميزة في الجامعات العربية وخاصة المغاربة منها تعود إلى العقد الثاني من القرن الماضي وإن توسعت اليوم كماً ونوعاً وخاصة في المركز الوطني للبحث العلمي الذي يضم اليوم أكثر من 1100 باحث عربي من مختلف الوظائف والتخصصات البحثية العلمية. جزء من السوق الدولية وعلى صعيد انعكاسات هجرة الكفاءات العلمية العربية على الدول العربية فقد تبين مما سبق وحسب التقرير أن الباحثين من أصول عربية قد استطاعوا الاندماج في مجالات وتخصصات علمية متنوعة في الخارج ليصبحوا بذلك جزءاً من السوق الدولية لحركة وهجرة الكفاءات، ويمكن تعميم هذا التواجد على العديد من وجهات المهاجرين العرب على اختلاف جنسياتهم في بداية القرن 21، فقد أصبحت هجرة الباحثين والعلماء العرب واقعاً تشترك فيه العديد من الدول العربية خاصة دول المشرق والمغرب العربي ومصر وإن كان بمستويات مختلفة تبعاً لواقع كل دولة وتطور وانفتاح التعليم لاسيما التعليم العالي منها، إضافة إلى مستويات الدعم الحكومي للبحث العلمي فيها ومكانة وأهمية الدراسة في الخارج في كل دولة وطبيعة أسواق العمل وخاصة مستويات وخاصة مستويات انفتاحها أو انكماشها على بعض التخصصات العلمية. فقدان رأس المال البشري وأشار التقرير لما يميز الخطاب الرسمي في الدول العربية ، وعلى غرار العديد من الدول السائرة في طريق النمو حول أثر هجرة الكفاءات العلمية على مجتمعاتنا الأصلية، هو قياس مستويات تضرر اقتصاديات هذه الدول من فقدانها لقدراتها العلمية ورأسمالها البشري الذي كلفها ملايين الدولارات من المال العام. 200 مليار دولار وحسب تقرير لمنظمة العمل العربية بلغ حجم خسارة الدول العربية عام2006 من جراء هجرة كفاءاتها العلمية حوالي 200 مليار دولار وقد كان لهذه المقاربة الاقتصادية رواج وصل إلى مطالبة الدول المستقطبة للكفاءات الأجنبية المنحدرة من الدول النامية بما فيها الدول العربية بضرورة تعويض هذه الدول عن الخسائر المالية الناجمة عن هجرة كفاءاتها أوعدم عودة الطلبة بعد انتهاء دراستهم في الخارج، إضافة لما يعتبره البعض من أن نزيف الكفاءات يلعب دوراً مباشراً في تهميش دور دول الجنوب في العولمة، لأن غياب الكفاءات العلمية عن بلدانها يكون له انعكاسات مباشرة على غياب تفعيل مختلف القطاعات الاقتصادية والحيوية التي تدعم السيادة الوطنية واستقلالية الدولة . باختصار إن المنطقة العربية بحاجة إلى رؤية واضحة تجاه المهاجرين العرب المقيمين في الخارج تقوم على إشراكهم ، وخاصة الكفاءات العلمية والثقافية في التنمية البشرية التي قوامها العلم والمعرفة في خدمة المجتمع، فالآليات يجب أن تقوم على مبدأ الشراكة لتصبح مشاركة الكفاءات فعالة ودائمة.
|