هذا السؤال الملح في طلب جدالاته، يتعدى لحظته الشعرية باعتبار الشعر ذاتياً بامتياز، إلى ماخلف وجه مرايانا وتأويلاتها الخجلة.. خجلة من نفسها طبعاً!.
هي لحظة الوقوف، بصبر نافذ في مواجهة مرآة تقف على ساقٍ واحدة.. والغريم سؤال-تمساح سقطت أسنانه- مازال يتشبث في تجويف المرآة!.
المرايا عناد بلا ذاكرة! هذا مايقوله الشعر، ويصر على تأسيسه بعد كل هزيمة له أمام التأريخي!
وخلف المرآة، خلف خاصرة التأويلات أعني، من يقف إلى جانب القصيدة؟.
الشاعر ببحثه عن أناه في حرث اللغة!
هل هذا مقترب لتلمس لغة شاعرة فرغت من حرث ذاكرة «مرآتها» لتقول إني أنا وأن قصة تفاحة الغواية لم تكن أكثر من حكاية ليل وأن ليس لي إلا «تأويل واحد فقط» وبه «أرتب تفاصيل حكاية أخرى» أووجه جديد لها؟!.
أي من تفاصيل الأنثى سيستوفيها عري الكلمات.. لتكون كثيرة بذاتها ولذاتها؟
في أي منعطف تكون أنثى لتقول: كثيرة أنت؟ وبصياغة ثانية: أين تقف الأنثى لتقول لذاتها: كثيرة أنت؟كثيرة بأي شوط؟ هل هي لحظة الوقوف على الرأس، بعد نفض كل ماعلق بالخاطرمن وجع الذاكرة؟
كثيرة أنت، خدٌ يشغل حيزه بجدله المناوب بإعادته الكر على اشتراطات الذاكرة الجمعية، لا كمعلقات الشعر القديم: بياض متوال على وداعة القطيفة الصماء.
كثيرة أنت، تأسيس اشتباكي لاتطلع.. فثمة جسد «جسد الحكاية طبعاً» يناوب ارتعاشه ويحترفه، والأنثى في الناصة، سوزان ابراهيم، تؤكد على ذاتها..
كوني كما ينبغي
امرأة أقلّ
وهذه «المرأة الأقل» نساء في امرأة، أي كل حالات «سطوة الأنثى» في أنا واحدة تشهد لنفسها..
أشهد أن لا أنا إلا أناي
حامل غيم الخطيئة
المبشر بالخلود..
السؤال المضمر هناهو: لماذا آدم من سبق وليس أنا، وكل ماتساقط عن جسد الحكاية. وما وصل إليه خط أفق آدم يقول أن كفي كان دلوالماء وأن أول حرائق اللغة كان غضبها جسدي، ومن أديمها تقطر الشعر.. وأيضاً خطيئة التفسير!
هذا السؤال لايحاجج «أعند الأنثى وحدها؟!» بقدر مايسعى- كحية على رمل- لتوطيد أركان خيمته وسط مجرى سيول الحكي.
معمار سوزان التوريطي في فعل القنص، لم يعتمد فجاءة تقاطعات الإقتراح لوحدها، بتسلسلها الأيقوني، من أعلى إلى أسفل وبالعكس بنفس ضراوة التفخيخ، بل وبضراوة الحث على الاشتباك بتلك التقاطعات... وسوزان تقول: هذا الاشتباك فرض عين رغم مراوغته لبعض المرايا...وأول تلك المرايا الانتظار.. في موقف غير مضاءٍ
وهوبالتأكيد ليس انتظاراً «لغودو» لايأتي بل انتظار لـ»وهم» لذيذ يؤخر الموت.. خمساً وعشرين دقيقة انتظار..
لن تأخذ مني
لن تضيف إليّ
مكتفية أنا مثل كمال البحر
لاغيم يجزر مداً
لانهر يمد جزراً
من المخاطب هنا؟ هل هو»الوهم اللذيذ» الذي قادتنا إليه تلمسات الناصة في غمام ارتعاشاتها؟ واكتفاء كمال البحر ألا يحتاج من يتلمسه ويرتعش أمام سطوته، إن لم نقل الغوص فيه وتجريف بعض هالات ضراوته؟
هل هوخط دفاع فردانية الأنثى أمام إلحاح الحاجة إلى «ضراوة» الرجل للمحافظة على كمال البحر في فسحة الحلم؟ آدم الذي لايأخذه في الأنثى غير كمال البحر هذا له رأي آخر في عملية الأخذ والإضافة التي تتحصن بها أنثى الناصة.. بل وإن «لغيمة» أن يجزر مد كمال البحر أيضاً، تحت طقس الفصل الخامس من مناخ الأنثى!
السؤال الذي يلح علي كقارىء في هذه اللحظة هو: كم عمر الفصول الأربعة المتبقية في حياة الأنثى.... طبعاً قياساً لعمر فصلها الخامس؟!
هذا السؤال نطرحه عقب قراءتنا للمقطعين التاليين من النص واللذين تقرر سوزان فيهما أن «أكثر من الوقت المخصص،استمر عرضنا الميلودرامي».. لأنني أرتب تفاصيل حكاية أخرى.. ومابين هذين القرارين تنحصر مساحة فصول الانثى الأربعة المرصعة بألف لا.. فهل هي بمساحة نعم فصلها الخامس؟
مفاعيل هذه اللاءات موجهة ضد ماهوتأريخي، فضد أي اتجاه تسير مفاعيل «فصلها الخامس» وهي تسجل، دون مواربة..
أن يممت
فثمة وجه قلبي! و
أحتاج ياصديقي»؟»
هدنة من كلام
فمازلت أتهجى جملتي الإسمية
وأْعاني مثل بعض النساء
من ضمة الفاعل دوماً!
وفي فصول الأنثى - فصلها الخامس- سيظل معلقاً ومرهوناً بمعاناة تلك الضمة!
ولكن مازال هناك فصل آخر لتفاصيل «الحكاية الأخرى» التي ترتب لها أنثى تكره»كل مايشتهي الإحاطة بي» رغم معاناتها من ضمة الفاعل التي تحيلها... في حضورك
كما جريدة أنوثتي
يستلها من ركن مهمل سائقٌ
يلمع بها زجاج سيارته
دون كثير انتباهٍ
ثم يمضي.
.....
.....
الجريدة استنفدت قراءتها الأولى
بأي أسئلة تملأ أنثى فراغات مابعد استنفاد «قراءتها الأولى» تحت سماء أي فصل، من فصول مناخها «هل لي أن أصفه بالعاصف دون أن أطالب بذكر الأسباب!» تصنفه؟ وبصياغة ثانية: هل حكاية الجريدة هذه نتيجة الارتكاس في فصول اللاءات أم الانهمار في فصل الـ «نعم»؟
في الاسطورة، وبعد طرد آدم وحواء من الجنة ونزولهما على الأرض أن حواء هي التي تبحث عن آدم بينما استسلم آدم للذة الكسل.. وعندما التقيا ادعت حواء إنها استسلمت للذة الكسل تمنعاً في حين ادعى آدم مواصلة الليل بالنهار بحثاً عنها.. هذا جزء من حكاية فصل حواء الخامس الذي تحاول إعادة ترتيبها.. بأي اتجاه؟ إن كان باتجاه «صيف» فصول اللاءات فماذا سيتبقى من ربيع فصل «النعم».. وهذا لكي لا أقول ماذا تبقى من ربيع الأنوثة؟!!
لأنني كالأطفال
أعابث وجهه
خلف باب يقضم الوقت أظفاره غيظاً
لأنني كالأطفال
لا أحتاج جواز سنين لأعبره عنوةً
لأنني كالأطفال
لا أحفل كثيراً بمقدسات اللعبة
أسكب رمل ساعاته
وسم عقاربه
الخائفة من إكسير أصابعي
ماذا يكون إكسير أصابع حواء غير «وجع» الأنوثة؟! وهل عن غيره يبحث آدم عندما يكون «خلف باب يقضم الوقت أظفاره غيظاً» وهويبتهل! الوحشة تأكلني.. فخبئيني بين شقوق أصابعك؟!
ولأنني الأنثى المتمسكة بطفولة الأشياء
لاأحفل كثيراً بمقدسات اللعبة!
سنسلم معك ياسوزان أنها لعبة وأن قداستها لاتعدو «دفء» طينة ألواحها المعلقة على سياج مخاوف مابعد منتصف حلم الأنا الباحث عن شرعية وجهه..، ولكن هذا الحلم، وعندما يتعلق بوجع آدم، هومن يتمسك باكسير أصابعك دون الالتفاف لنقطة خوفه، في هذه اللحظة من زمن وجعه!وهذه اللحظة هي عينها التي تكون فيها درجات الحرارة أعلى من معدلاتها و»الرطوبة تهذي وفقاً لمعدلات بحر القلب» وهي لحظة أن تكون الانثى عند خاصرة تأويلاتها لوجهها في مرآة «الأشياء» من حولها لتقول إنني هنا...نعم ! ولكن أيضاً لتلملم خيوط ماتواجه به «صراطها» المستقيم الاختباء بين شقوق أصابع آدم! وهي عتبة عبور أخرى تقول الأنثى... فهل هي عتبة أخرى فعلاً؟