الذين أحالوه الأسبوع الماضي إلى المحاكمة أمام مجلس الشيوخ في الشهر المقبل، فضد عزله يقف معه الآلاف المستعدين لتنفيذ أوامره أو إشاراته، ولو بالسلاح، السلاح الذي يبدو أنه تهيأ جيداً لفتح جبهة مواجهة داخلية بين الطرفين، نتيجة هذا الصراع الرئاسي المحتدم، وبحيث يكون فيها عزل ترامب هو القشة لنشوب حرب أهلية أميركية، وذلك وفق ما يتم قراءته من بين سطور ما يجري.
فرضية التهديد بنشوب حرب أهلية يبدو أنها تجددت مؤخراً لقطع الطريق على الحزب الديمقراطي في المضي دستورياً بمحاكمة عزل ترامب، الذي كان المحرض الأبرز لاندلاعها بعد أن غرد في 29 أيلول الماضي، وقبيل بدء جلسات مجلس النواب بالقول: في حال نجح الديمقراطيون بعزل الرئيس.. سنشهد اندلاع حرب أهلية من شأنها تقسيم بلادنا لن تستطيع التغلب عليها.
كلامه الواضح هذا، دفع مجموعة منظمة من مؤيدي الرئيس تدعى حراس القسم، تضم نحو 24 ألف عنصر، أبلغت أعضاءها في اليوم ذاته بتوجه ترامب وما يجب عليهم الإعداد له بالقول: نحن على أعتاب حرب أهلية حامية الوطيس.. تيار اليمين لديه صفر ثقة أو احترام لأي فعل يصدر عن اليسار، غير الشرعي.
نائبة وزير العدل السابقة لشؤون الأمن القومي، ماري ماكورد، حذرت من نزعة الاستهتار وتهميش اليمين المسلح: إذ سيكون ضرباً من الجنون الاستهتار وبخس تقدير قوة وفعالية تصريحات ترامب بمطالبته الميليشيات المارقة التأهب للعمل، خصوصاً إن اتخذ قرار بعزله، مضيفة: إن ميليشيا حراس القسم، تضم بين صفوفها جنوداً سابقين مجربين في ساحات القتال وأفراد شرطة، ذكرت عناصرها حديثاً بساعة الصفر.. كل ما ينتظرنا هو إشارة من الرئيس، وسنلبي نداءه، واستعراضها بالفيديو لسلاحها الحربي المفضل، (إيه آر 15) المصون دستوريا وفق مادة التعديل الثانية.
التجهيز لإنذار ترامب هذا يبدو أنه تم التحضير له جيداً، وهو ما يتأكد من قبل عضو الكونغرس عن الحزب الجمهوري، ستيف كينغ، الذي أنذر معارضي ترامب بالاعتراف بأن مخزون الأسلحة المتوافرة في الولايات «الحمراء»، التي تميل لتأييد الحزب الجمهوري بغالبية مريحة، تشمل 8 تريليون طلقة.
وحول كم الأسلحة، صدر تقرير عن الوكالة الفيدرالية لتنظيم «الكحول والتبغ والأسلحة الفردية»، جاء فيه أن ما يملكه الشعب الأميركي من أسلحة فردية تصل لـ 423 مليون قطعة، ومليارات مخازن الذخيرة، تشمل 17.7 مليون بندقية آلية حديثة من طراز إيه آر 15 وكلاشينكوف 47» محذرة صناع القرار بأن تلك الترسانة تشكل خطراً جاداً على الأجهزة الأمنية وسلامة الشعب الأميركي.
وفي ظل الصراع الحاد الجاري بين الفريقين حول اقتناء السلاح، تبنت نحو 95 مقاطعة وبلدية في عموم الولايات المتحدة تشريعات جديدة لحماية حق اقتناء السلاح الفردي وعدم فرض قيود عليه.
لقد تعززت احتمالات اندلاع صدامات مسلحة، حرب أهلية باردة، في الأيام المعدودة الماضية، وعقب رسالة الرئيس ترامب المطولة والغاضبة لرئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، عشية التصويت على لائحة اتهام ضده، يقر فيها بمحاكمته لكنه لن يستسلم بسهولة، مؤكداً أن مسار المحاكمة والعزل سيخدمه في نهاية المطاف، وهي نتيجة تجد أصداء واسعة لعدم توافر أعداد الأصوات الضرورية لعزله في مجلس الشيوخ.
وفي السياق أعربت الجمعية الوطنية للدراجات النارية وتضم نحو 300،000 عضو، عن جاهزيتها لدخول جماعي منظم للعاصمة واشنطن لحماية ترامب من تداعيات قرار العزل.
وهنا نجد أن مؤيدي وحملة انتخابه المقبلة شنوا بدورهم حملة دعائية مكثفة ضد الحزب الديمقراطي وحصدوا تبرعات إضافية بعشرات ملايين الدولارات بعد تبني شعار «التصويت المسبق- صندوق الدفاع ضد العزل».