هل يصرخ السوريون؟!..هو رهان نيرون واشنطن.. لحرق محصول الانتصار الميداني لدمشق.. وحرق الانجازات السياسية في الملف السوري.. المستهدف الاكبر هو اعادة الاعمار بقطع الطريق على الحلفاء والانصار الاقليميين والدوليين..
تبتسم اسرائيل... في غزل العقوبات على سورية بينها وبين ترامب.. أليس هذا شرطها لمروره الى ولاية انتخابية ثانية... الوقوف في وجه إعمار سورية ماذا يقدم اكثر؟!... قالها ترامب مرة بتذمر العاتب: من قدم «لإسرائيل» مثلما قدمت ؟!
والدليل هو جعل الباب موارباً إذ يبطل سحر العقوبات حين يقول السوريون نعم للشروط الاميركية والاسرائيلية..
ولكن ما الذي تغير..؟ أليست هذه هي العقوبات ذاتها... منذ أول اللاءات في عمر أزمتنا وصمودنا.. منذ أن غدت دمشق عاصمة المقاومة ..
ترامب لم يوقع قانون قيصر فهو محفور في صلب الاستراتيجية الاميركية لكنه يضيف الى (حسنات) بيانه الانتخابي نقاطاً اضافية مسجلة تملأ صندوق اقتراعه بمبايعة اللوبي الصهيوني له...
العقوبات لم تتغير... اللافت هذه المرة هي زيادة الجرعة المخدرة في (حماية المدنيين).. وحقن جميع الملفات بها من السياسي الى الميداني حتى بات كل اجتماع حول الملف السوري يعنون بالانساني !!
فمكوث واشنطن فوق آبار نفطنا هي (لحمايتنا) من مصادرنا الاقتصادية... واحتلال اردوغان هو عبارة عن حفر (نبع السلام) على ارضنا.. حتى اجتماعات مجلس الأمن والامم المتحدة ومشاريعهم باتت للمتاجرة البحته بالوضع الانساني!!
بالأمس عقد الاوروبيون ومن معهم من اميركي وتركي اجتماعات مغلقة مع روسيا مرروا الرسائل خلالها بأن الصورة سوداوية في سورية... يحاولون قلب المشاهد في دراما سياسية تقطع الطريق على تحرير الشمال وجولات آستنة وسوتشي بما فيها من (لجنة دستورية)!!
بعد البغدادي هناك ميليشيات (انسانية) تحاول ارجاع الاوضاع الى المربع الاول للأزمة.. يتركون كل دروب الحل ويحاولون المرور بخرم إبرة انسانية... واشنطن الحريصة على النفط لم تسأل ولم تغضب كيف استهدفت مصفاة حمص وآبار النفط حولها... لم يقنط ترامب الخائف من عودة داعش من فكرة الطائرات المسيرة الحارقة بين ايدي (الخليفة الجديد)... هل استطاع أتباع البغدادي تصنيعها بتكنولوجيا العصر الحجري..؟ ام وزعها بابا نويل الغربي على لحى الارهاب والتطرف ؟!!
الفكرة أوضح من أن نشرح النيات الاميركية والتركية في سورية.. واردوغان قالها علانية سأفعل في ليبيا ما فعلته في سورية... قد يستعين السلطان بخبرة الجولاني للمرور الى الغاز في البحر المتوسط.. وما هي إلا مصافحة اخوانية مع (الوفاق) ويبحر العثماني من الشواطئ الليبية فوق دلتا الخلاف مع اليونان...
هذه هي السياسة العالمية القاتمة... سرقة طاقات وموارد المنطقة وعلى عين الامم المتحدة وانفها ايضا... فمن ينقذ القانون الدولي والسياسة العالمية ومن يحرسها؟... تحاول روسيا والصين اعادة الميزان لكن اللحظة الدولية حرجة.. حين يتخلى الغرب جماعيا عن الاتفاقات والقوانين... والاقنعة.. تبدو وجوههم السياسية اكثر فظاعة بأقنعة المرحلة.. فالأنياب تظهر فوق اللسان الانساني !!
في سورية الحل دائما في الميدان... تلوح ادلب بما يبشر فإن سقطت النصرة فيها سقط اردوغان حتى في ليبيا.. الشمال هو مفتاح الحلول جميعها.. واعادة إعمارنا تبدأ من سواعدنا.. من انتاجنا ومن الخطط الحكومية التي ترسم فوق صمودنا...
المهمة الحكومية صعبة وسط كل هذا التضييق والخناق الدولي.. لكن صبرنا جميل بما زينته دماء شهدائنا بشقائق النعمان على دربنا.. فمن زين شجرة الميلاد السورية ببندقيته قادر على أن يضيئها بإمكاناته المحلية... فخبزنا من قمحنا والى ان يرحلوا من الشمال يكتمل رغيفنا..