وانتابني شعور بأن ثمة أمراً مهماً حصل على صعيد انخفاض الأسعار فتعالت الصيحات ابتهاجاً.. بعد سنوات من طفرة الأسهم وارتفاع مؤشر الدولار.. ربما تحقق الحلم بكسر ساعد (الأخضر) الذي وصل المتلاعبون به لأرقام فلكية في الأرباح على حساب المواطن وضياعه في دهاليز ومتاهات وموجات ارتفاع الأسعار وضعف قوته الشرائية.
وبما أننا على موعد مع رأس السنة فقد نشهد موجه كبيرة من الغلاء تحت عناوين كثيرة ابتداءً بالسمك الذي يصل سعر الواحدة منها إذا كانت مدللة إلى عدة آلاف من الليرات.. ومروراً ببطاقات اليانصيب التي ترتفع بدورها مع اقتراب موعد السحب، وربما تصبح في اليوم الأخير نادرة وبـ (10) آلاف ليرة أو حتى أكثر...
المواطنون بين لهيب الأسعار وتسديد ديونهم يكتوون في ظل هذه الأوضاع ويحلمون بصيغة حياتية واقتصادية سريعة وناجعة يتم من خلالها تقدير معاناتهم وتخفف عن كاهلهم من ارتفاع الأسعار.
المواطن مشغول بـ (كلاسيكو) وفوز المنتخبات الرياضية الأوروبية كحال انشغاله بأزماته الاقتصادية وغلاء المعيشة.. يريد من يبعث الدفء في داخله كما الأم الحانية على طفلها، تخشى عليه برد الشتاء ولهيب الصيف وربما نامت جائعة وطفلها (شبعان).. يريد الراحة من تبعات المضاربين فلا يؤثر عليه دولار غريب ولا جشع مهللين له... كما يهلل عشاق (الكلاسيكو) لفوز منتخباتهم... وكادوا بالأمس أن يسقطوني عن السرير بحماسهم الكبير....