تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحرب... غطاء للإرهاب الأميركي

موقع ALTER -INFO
ترجمة
الأربعاء 3-2-2010
ترجمة: منير الموسى

بول جيه بيلز أستاذ جامعي أمريكي متقاعد وكاتب عاش في الشرق الأوسط سنوات عديدة يرى أن استخدام الولايات المتحدة ما يسمى «الحرب على الإرهاب»

إنما هو غطاء لإرهاب الدولة الذي ترعاه واشنطن ضد كل من يقف في طريق طموحاتها في الهيمنة العالمية وضد كل من يطرح تساؤلات عن سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل وهذا نص مقاله:‏

إن «المعارضة لم تعد واجباً من واجبات المواطن الملتزم بل أصبحت عملاً من أعمال الإرهاب» حسبما يقول كريس هيدجز.‏

و «الحرب على الإرهاب» هي سخرية ونفاق وعملية احتيال وتلوح الولايات المتحدة بهذه الحرب باستمرار ولكنها ليست إلا غطاء للدعاية التي يروجها الإرهابيون الأسوأ في العالم.‏

فاحتلال العراق وغزوه أليسا عملين إرهابيين؟ الجميع يدرك الآن أن هذه الحرب باطلة وغير شرعية وولدت من رحم الغش والخداع ليس فيها أي غرض شرعي بل لترويع الدول: الدول التي تنتج النفط أو التي يراد اتهامها بأنها تؤوي القاعدة أو الدول التي تهدد إسرائيل.‏

حتى غزو أفغانستان الذي اعتبر رداً مشروعاً على أحداث 9/11 كان يمكن تفاديه فقد طلبت طالبان من الولايات المتحدة طلباً محقاً بتقديم أدلة على تواطؤ أسامة بن لادن في أحداث أيلول 2001 قبل ترحيله وبدلاً من ذلك هاجمت الولايات المتحدة أفغانستان تحت عناوين ترويع الإرهابيين والانتقام منهم وكان الشعار الأكبر: «إننا سوف نبين لكم ما نفعله بأولئك الذين يرهبون أمريكا» ولكن عمليات الولايات المتحدة ما زالت ترهب أفغانستان ما يزيد من خلايا القاعدة.‏

وكرة الجليد بدأت تكبر وانتشر الخوف بتدحرجها وانطوى الأمر على قيام الولايات المتحدة بترهيب ليبيا والصومال والسودان واليمن وليس فقط البلدان التي أرهقتها وأرهبتها قنابل أمريكا بل كل البلدان الأخرى التي يمكن أن تعصي أوامرها هي تحت التهديد وتشعر بالخوف على وجودها.‏

حياة الإنسان خارج أمريكا والدول التي تدور في فلكها لا تساوي شيئاً، بل تستحق لعنة الإرهاب الأمريكي زهاء 567 ألف طفل عراقي دون سن الخامسة توفوا بسبب العقوبات الأمريكية على العراق.‏

وفي برنامج «ستون دقيقة» في عام 1996 قالت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت: «إننا نعتقد أن الثمن يستحق ذلك».‏

وبدءاً من غزو العراق واحتلاله عام 2003 حتى كانون الثاني من عام 2010 بلغ عدد العراقيين الذين فقدوا حياتهم مليوناً وثلاثمئة وستة وستين ألفاً وثلاثمئة وخمسين عراقياً «1366350» أفلا يستحق الأمر الوقوف عنده؟ وهل إن الثمن يستحق ذلك؟ ألأن المسلمين يريدون ضرب العالم والسيطرة عليه؟‏

فغوانتانامو وأبو غريب وباغرام وبرامج الترحيل ليست إلا لزرع الرعب والخوف في قلب وعقل أي عربي أو مسلم وهي تزيد من المشاعر السلبية تجاه الولايات المتحدة وكل تلك الأفعال ليست إلا إرهاباً لسلالات يعدونها «أدنى مرتبة» وميلاً نحو تجاهل الهويات الوطنية، حتى الأمريكيون يمكن أن يصبحوا هدفاً للإرهاب الأمريكي وخاصة الأمريكيين من أصل عربي أو مسلم راحوا يخضعون إلى الإرهاب أكثر من أي وقت مضى منذ 9/11.‏

ووفقاً لكريس هيدجز أدلى العربي الأمريكي فهد سيد هاشمي بتصريحات وصف فيها أمريكا بأنها أكبر إرهابية في العالم ما أدى إلى اعتقاله ومحاكمته ولفقت إليه التهم وعلى هذا المنوال أيضاً فقد البروفسور سامي العريان وظيفته وحريته لكونه من أبرز المنتقدين لسياسة إسرائيل والولايات المتحدة.‏

ويتحدث هيدجز عن الأثر المرعب لهذه المحاكمات أيضاً لدى المواطنين الأمريكيين ويقول: إن الدولة لا يمكنها اعتقال الأشخاص ومحاكمتهم على مالم يفعلوه أو على نياتهم وما يخططون له ولكن غدا المسلمون والعرب أول المستهدفين وليسوا آخرهم وراحت الدولة «الأمريكية» تحاكم على المعتقدات السياسية والدينية التي تراها مثيرة للفتنة.‏

أما كريس فلويد فيلفت النظر إلى عدد لا يحصى من الحوادث في البلدان والقرى التي كانت جبهات لحروب أمريكا على الإرهاب في العراق وأفغانستان والصومال واليمن.‏

فكلما ازداد عدد القتلى تفاقمت الأحزان وثمة غاضبون عراقيون يشعرون بمرارة الاحتلال ويزداد غضبهم مع كل عملية قتل إرهابية أمريكية.‏

ويسأل كريس: «هل تريدون وقف التطرف لدى الشبان المسلمين؟» ويجيب: «الأمر بسيط» أوقفوا قتل العرب والمسلمين الأبرياء في حروب السيطرة في جميع أنحاء العالم».. «وأوقفوا العمليات السرية في كل دول العالم» التي اعترف بها الأسبوع الماضي مبعوث أوباما الخاص ريتشارد هولبروك وقال: إنها هي والحروب من أجل الدفاع.‏

غير أن جرائم القتل والاختطاف والفساد والخداع والعمليات السرية كلها تؤدي إلى السخرية بصوت عال من «القيم المتحضرة» وإذا كانت أمريكا تريد وقف الإرهاب فهي تحتاج إلى وقف الرعب في العالم.‏

 بقلم: بول جيه بيلز‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية