وكل ما بإمكانه أن يشكل تمويهاً وتغطية للنشاز من الأصوات التي لاتجيد سوى التشويش على أذواق الناس..
من هنا ونظرا لأهمية الصوت في كل برنامج يستهدف الحوار مع مطرب أو مطربة فقد كان لصوت كل من لطيفة التونسية ووائل جسار،الفضل في جعل برنامج ليالي السمر،ينبض بأنغام نابعة من حناجر ذهبية وبهدف إيصالها عربون فن ،لأكبر عدد من المشاهدين.
البرنامج عرض على قناة أبو ظبي،وضمن خيمة بسيطة وواسعة لكنها لاتحتوي على ما اعتدنا رؤيته في الكثير من الحوارات التي يمتلئ المكان فيها بأحدث التجهيزات الفضائية،فقد كان يوجد عدد قليل من الجمهور ولضرورة السهرة التي شدت أنظارنا لنستمع فقط،إلى ما يبوح به الصوت المميز والجهوري..
انه الصوت الذي هو عطاء الهي لايقدر بعطاء بل وكما اعتبرته الفنانة لطيفة التونسية والفنان اللبناني وائل جسار،رسالة ذلك أنهما وعندما سألتهما مقدمة البرنامج عن دورهما كفنانين في دعم القضايا المصيرية وتحديدا القضية الفلسطينية،قالا إن صوتهما هو رسالة التضامن التي من واجبها أن تصل إلى الملايين فتؤثر فيهم لحنا وهدفا.
يبدو ان الحناجر التي اعتادت التعبير عن مواقفها ومشاعرها بالنغم ترفض الإدلاء إلا بما قل واختصر من كلمات هي على سبيل الإجابة لا أكثر لذا..أشياء قليلة تحدث عنها جسار ومنها علاقته بأغانيه وإحساسه بها،وأيضا رغبته بالغناء للمغتربين خارج وطنه أولئك الذين هم بحاجة لسماع صوت الوطن وعن سابق اشتياق.
أيضا اكتفت لطيفة التونسية بإطلاق ردود موجزة وهي آخر أخبارها،قناعتها بأغانيها وأحبها إليها،إضافة إلى علاقتها بالشاعر الراحل عبد الوهاب محمد..الذي غنت أشعاره منذ عشر سنوات،ما جعل كلماته مرتبطة بأدائها لتعترف بعدها بأن أنجح أعمالها هي من أشعاره..
لقد كانت الأسئلة التي وجهتها مقدمة البرنامج إلى ضيوفها قليلة ومختصرة بحيث لاتتطلب الإفاضة في الحديث ذلك أنها وجدت أن من واجبها ألا تسرف في سرقة الأضواء من الهدف الحقيقي وهي الرسالة التي أراد كلاهما إيصالها لتستجيب لرغبتهما بأن تطلب أغنية اثر أخرى فيغّنيا بكل ماامتلكاه من إحساس وبما يعزف طربا يستعذبه السهارى من المشاهدين،التواقين لسماع الطرب الجميل.
إذاً أليس في هكذا برامج فنية بعيدة عن الأسئلة الاستفزازية ما يمنح الفنان حقه ووقته بأن يقدم أرقى ما لديه مثلما يمنح المشاهد الفائدة والمتعة،انه الفن الذي قالت لطيفة التونسية بأنه أرقى ما يقدمه الفنان .