جوزيف صقر , الصوت الشخصية , هكذا عُرف ودخل لقلوبنا , كان سياقا لوحده لا يشبه إلا نفسه , حيث وجد فيه طلال حيدر المتلقي العبقري إذ يأخذ قصائده لمطارح لم يكن يعتقد أنها تصل لها , كان يرى الصوت .
ويستكمل طلال حيدر, لقد ألغى المسافة بين الفنان والإنسان , لقد كان فنانا طوال الوقت داخل العمل أو خارجه كما يقول الشاعر طلال حيدر .
لم يكن يمثل, كان يعيش المسرحية ويضحك كأنه أحد الحضور, صوته كركتر لوحده , يقول زياد .
وعندما كان عاصي يفصل مسرحياته لصوت فيروز كان زياد يفصل مسرحياته وأغانيه لصوت جوزيف .
شراكتان دخلت وجدان الجمهور والزمن ماضيه وحاضره ومستقبله.
زياد وجوزيف ثنائي قلما نجد مثلهم في الواقع , أخوة تعانقت بروعة الإبداع مع أخوة الأخوين رحباني , فمن مسرحية« سهرية» إلى «بخصوص الكرامة والشعب العنيد» وهما يصوغان الذائقة الفنية لأجيال متتابعة , جعلا الأغنية كالخبز بكل معانيه التي استنبطتها التجربة الإنسانية للكائن الذي يتوق للتعبير والحرية.
الوثائقي جعل من أغاني جوزيف المسرح الذي بنى عليه شهادته بحق جوزيف صقر , فجاء الوثائقي متناغما وكأنه لم يزل حاضرا بيننا . ولماذا هذه « الكأن» فمن عرف جوزيف هذا البسيط كالبداهة , الذي يرتجل نكتته كما يعيش ويغني كما يحلم ونحلم , يعرف أن غيابه الجسدي لم ينل من حضوره الفني الذي يتأكد يوما إثر يوم .
قدم الوثائقي الذي أعدته القناة , صورا جديدة لجوزيف صقر وأفلاما لم تعرض من قبل وشهادات من أهم الذين عرفوه , لكن وإن كان تراثه الفني لم تسجله عين الكاميرا كما هو مفروض إلا القليل منه؛ لكن صوته هو صورة بأبعادها الثلاثة.