تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المركز الإخباري الجديد والتحدي القادم!

فضائيات
الأربعاء 3-2-2010
غسان يوسف

« لن نكتفي بما تبثه وكالات الأنباء « هذه العبارة كانت الأبرز في الإعلان الذي بثته الفضائية السورية على مدى أكثر من شهر للترويج للمركز الإخباري الجديد الذي افتتحته الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

وعلى الرغم من أن المركز يعتبر إنجازا كبيرا وهو المجهز بآلات حديثة واستوديو ضخم وقاعة كبيرة للتحرير إلا أن التحدي الذي سيواجه القائمين على صناعة الخبر هو هل نستطيع أن نصل إلى قلب الحدث ؟ وما فائدة الخبر إذا لم يكن موثقا ومنقولا بالصوت والصورة في عصر استطاعت فيه التقنية الحديثة نقل الخبر بعد ثوان من حدوثه ؟‏

قد يكون الجواب على هذا السؤال صعباً للغاية فالبث الحي مكلف ماديا إلى درجة كبيرة وأغلب من يعمل في البث الحي يعتمد على الإعلانات الضخمة والتمويل من مصادر قد تكون معلومة وقد تكون غير معلومة كما يحدث مع بعض القنوات الإخبارية العربية التي كسرت التحدي وتفوقت على قريناتها في العالم الغربي !‏

سابقا وحول صناعة الخبر قال تشارلز أندرسون : «عندما يعض كلب رجلاً فإن هذا لا يعد خبراً صحفياً، ولكن الخبر الصحفي هو أن يعض الرجل كلباً» أما اليوم فالخبر .. هو الخبر الموثق بالصوت والصورة ولا معنى للخبر التلفزيوني من دون صورة حية وإذا غابت الصورة تحول الخبر التلفزيوني وبسرعة البرق إلى إذاعة , وخسرت المحطة مشاهديها الذين يستطيعون بكبسة زر أن ينتقلوا إلى محطة أخرى ترسل الصورة الحية من قلب الحدث مهما طالت المسافة أو قصرت !‏

المشكلة التي لا يريد أن يعترف بها بعض صناع الخبر أن التكنولوجيا فرضت نفسها بقوة على ماهية الخبر وبنائه وأن الخبر الجيد هو الخبر الموثق بالصور !‏

السؤال الآن ..هل تستطيع القنوات الرسمية العربية الصمود في وجه عاصفة التكنولوجيا وهل ستتبنى أخباراً لا تناسب سياستها ولا تخدم أهدافها .. بالطبع سيكون الجواب  لا , لأن الوسيلة الرسمية هي أولا وأخيراً ستكون باسم من يديرها ويصرف عليها وبالتالي ستجد نفسها خارج السباق , وخارج ما يسمى الحياد , فمن له خط واضح لن يكون شاهد زور على نقل كلمة زعيم مناهض أو عدو واضح . وهنا ستجد القنوات الرسمية أن مكانها لن يكون إلا في تبني سياسات قيادتها والبحث عن المشكلات اليومية التي يعاني منها المواطن لأنه جمهورهاالحقيقي .‏

تعليقات الزوار

ادهم |    | 05/02/2010 15:48

صمنا وفطرنا على قشرة بصلة

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية