تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كتاب من الذاكرة... مارغريت ميتشل

كتب
الأربعاء 3-2-2010
«غداً يوم آخر» هكذا تقول سكارليت أوهارا جملتها الشهيرة في الفيلم الشهير « ذهب مع الريح « لينتهي الفيلم بها واقفة في شموخ.

صوُت لجملة ريت بتلر الشهيرة في وداع سكارليت : «بصراحة، يا عزيزتي، أنا لا آبه إطلاقاً.» في استفتاء لمعهد الفيلم الأمريكي في 2005 كأكثر جملة قابلية للتذكر في تاريخ السينما.‏

مارغريت ميتشل المولودة في 8 نوفمبر 1900، كانت والدتها ايزابيل ستيفن من أصول ايرلندية ووالدها يوجين ميتشل رجل قانون من اصول أسكتلندية وكانت العائلة تضم العديد من الجنود السابقين الذين قاتلوا في الحرب الأهلية وكانت ميتشل في طفولتها منبهرة بقصص الحرب التي كان يقصها عليها اقرباؤها. صادفت ميتشل مشاكل في المدرسة في المرحلة الإبتدائية بسبب كرهها لمادة الرياضيات التي وجدتها مادة معقدة وجعلتها تكره الذهاب للمدرسة وكانت والدتها تجبرها وتقودها إلى المدرسة رغما عنها. تمت خطوبتها على أحد شباب مدينتها وكان اسمه كليفورد هينري الذي إلتحق بالجيش الأمريكي في الحرب العالمية الأولى ولقي مصرعه في إحدى المعارك في فرنسا عام 1918.‏

بعد عام من مقتل خطيبها توفيت والدتها أثناء وباء الإنفلونزا عام 1919 وأصبحت ميتشل ربة البيت والمسؤولة عن رعاية والدها. في عام 1922 كان هناك رجلان في حياة ميتشل يتنافسان على كسب ودها، أحدهما كان لاعب كرة قدم سابق وصاحب مشاكل عديدة مع القانون واسمه بيرين أبشو والثاني كان صحفيا متزنا واسمه جون مارش. إختارت ميتشل صاحب السوابق أبشو ولكن ابشو لم يكن من النوع الملتزم وكان ينتقل من وظيفة إلى أخرى ولم يكن له مصدر دخل ثابت، إضطرت ميتشل إلى الاعتماد على نفسها ومن المفارقات في حياتها ان الرجل الثاني جون مارش الصحفي الذي رفضته ميتشل في السابق وفر لها عملا في صحيفته براتب 25 دولاراً في الأسبوع. انتهى زواج ميتشل من بيرين ابشو بالطلاق عام 1924 وفي عام 1925 تزوجت ميتشل من مارش واعتزلت الصحافة.‏

أصيبت ((مارغريت)) بمرض جعلها تلزم البيت في معظم الأوقات، فأخذت تسري عن نفسها بتنفيذ مشروع روائي ضخم يصور أحداث الحرب الأهلية بين ولايات الشمال والجنوب. وقد استدعى ذلك منها قراءة مستفيضة جدا في المراجع التاريخية والإجتماعية، ووجدت في ذلك الجو العاصف من الوقائع والعواطف مهربا من حياة الركود والملل وآلام المرض وأوجاعه. وقضت في كتابة فصول الرواية ما بين سنة 1930، 1936. وكانت تتابع الشخصيات وتكتب الأحداث على غير نظام متسلسل، فتكتب فصلا ثم فصلا آخر، ثم تعود فتعدل في الفصول لتحافظ على التسلسل في النهاية. ولم تكن تحلم بنشر هذا العمل الضخم، ولكن الرواية ما أن نشرت حتى اعتبرت حدثا أدبيا مهما، وبيع من طبعتها الغالية أكثر من مليون نسخة في ستة أشهر. ومنحت جوائز عدة أدبية ومنها جائزة بليتزر عام 1937 وأخرجتها السينما بفيلم يحمل نفس اسم الرواية ((ذهب مع الريح)) أصدر عام 1939 وحقق الفيلم أعلى ربح في تاريخ هوليوود، وأحرز الرقم القياسي بفوزه بالكثير من الجوائز، وترجمت الرواية إلى معظم لغات العالم. واعتبرها الأمريكيون أشهر رواية في أدبهم في القرن العشرين في وقتها. وحظيت بإعجاب جميع الأمم لطابعها الإنساني.‏

في عام 1949. في 16 اغسطس 1949 تعرضت مارغريت ميتشل إلى حادث سيارة عندما كانت تعبر الشارع وتوفيت بالمستشفى بعد خمسة أيام من الجروح الناتجة من الحادث. وقال سائق السيارة الذي قيل إنه كان في حالة سكر، بعد إدانته بالقتل غير العمد وتلقى أربعون عاما بالأعمال الشاقة. أن ((ميتشل)) عبرت الشارع دون أن تلتفت إلى السيارات العابرة. توفيت مارغريت عن عمر يناهز 48 عاما ودفنت في مقبرة أوكلند في أتلانتا. ولا حقا تم تحويل المنزل الذي كتبت فيه ميتشل رواية ذهب مع الريح إلى متحف ويقع هذا المنزل في وسط أتلانتا ويحتوي على وثائق وشرائط أصلية لرواية وفيلم ذهب مع الريح مع مقتنيات شخصية لميتشل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية