تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السينما في غزة .. محاولــــــة لكــــــسر الحصــــــار الثقافــــــــي

ثقافة
الأربعاء 3-2-2010م
ترجمة : ريما الرفاعي

أسس منتدى الافلام الفلسطينية في 2004كفرع من اتحاد الفنانين الفلسطينيين، وتشمل انشطته مجمل قطاع غزة في الاشهر الاخيرة كثف المنتدى نشاطاته التي تستهدف تطوير الفن السينمائي الفلسطيني وانفتاحه على الفنون السينمائية العالمية.

ونظم المنتدى مؤخرا مهرجان الافلام الاول في غزة، والذي دعي مهرجان القدس الدولي للافلام، وشارك فيه منتجون من 11 دولة عربية عرضوا 52 فيلما وثائقيا وطويلا ، اثنان منها تم انتاجها بالتعاون مع اتحادات الافلام الاسبانية والالمانية .كل الافلام ركزت على القدس (القدس الشرقية المحتلة) او فلسطين وقضايا حياتية اخرى تحت الحصار والاحتلال، فاز خمسة منها بجوائز الزيتون الذهبي ومن خلال لقاءاتنا مع الاعضاء المؤسسين للمنتدى وهم ايناس الطويل المتحدثة باسم المنتدى ومدير الافلام والفيديو زهير الكاشف ومدير المنتدى سعود مهنا‏

اخبرونا انهم لا يملكون سينما وأن الفلسطينيين في غزة محرومون من فن السينما ومن فرصة الهرب من حقيقة الحياة المرة التي يعيشونها تحت الحصار. حب الغزاويين للافلام له تاريخ طويل ،وكانت في غزة دور سينما عديدة، واحدة في مخيم الشاطئ (شاتي) واثنتان في رفح في مدينة غزة وواحدة في خان يونس وكل واحدة من بين تلك الصالات كانت تفتح 24 ساعة يوميا. ولكن عدد الدور انخفض منذ عام 1967، حيث أغلقت آخر صالة عام 1987مع بداية الانتفاضة الاولى. ويأمل العاملون في المنتدى بعودة السينما الى القطاع، ويبذلون جهدا نحو محاولة اصلاح احدى دور العرض التي لا تزال قائمة او بناء واحدة جديدة ولكن ذلك يحتاج المال، وهو قليل في غزة وخاصة في ظل هذه الظروف التي تفرض اولويات اخرى كثيرة.‏

وقد تجلى حب الغزاويين للافلام بوضوح في الحضور والابتهاج الذي احاط عرض الفيلم البريطاني القنبلة «كلب الاحياء الفقيرة الذي اصبح مليونيرا» الذي نظمه المجلس البريطاني وأعقب عرضه مناقشته مع مخرجه داني بويل عبر الأقمار الصناعية.‏

والملاحظ ان غياب السينما كان له تأثير على عقلية وتفكير شعب غزة . فالسينما تستطيع ان تلعب دورا في تطوير ثقافة الحوار، وتساعد في اكتشاف مواضيع اجتماعية عديدة .كما أن الحرب والحصار أمور قللت من فرص منتجي الافلام المحليين، المحترفين منهم والهواة. وهناك العديد من صناع الافلام الناشئين المتحمسين للصحافة الذين عايشوا الحصار الطويل والهجمات العسكرية الاسرائيلية العام الماضي. عندما منعت قوات الاحتلال عنهم الصحافة العالمية، تحول الغزاويون أنفسهم الى منتجي أفلام وصحافيين ومصوريين من اجل اطلاع العالم على ما يحدث لهم. واحد من بين الفوائد والاهداف الاساسية للمنتدى هو جلب جميع العاملين الفلسطينيين في الصحافة والفن من اجل العمل معا لتطوير صناعة السينما الفلسطينية . ويرغب المنتدى في تحقيق تواصل فعال بين صناع الافلام والفنانين العاملين في الصحافة مع نظرائهم حول العالم لانتاج فرص لتبادل الخبرات وتطوير المهارات وهذا يتضمن تنظيم برامج تعليمية وتدريبية لانتاج افلام مشتركة ومشاريع صحفية اخرى وجلب سينما العالم الى غزة . كما أن حماية التراث الفلسطيني هو مهمة اخرى للمنتدى ، وذلك من خلال انشاء ارشيف افلام والتأكد من ان الافلام الفلسطينية قديمة كانت ام حديثة ستكون متوفرة لعشاق الافلام حول العالم. ويواجه المنتدى تحديا ضخما وهو التركيز على التأثير المدمر للحصار والاحتلال على المجتمع الفلسطيني بما في ذلك الافلام والصحافة وهذا يتضمن العزل المادي و انعدام حرية التنقل بالنسبة للاشخاص والسلع وقلة الموارد المالية . وسيقوم المنتدى بإدراج اسماء جميع الراغبين في العمل من اجل مصلحة صناعة السينما الفلسطينية.‏

ان الاحتلال والحصار منع تطور السينما الفلسطينية والصحافة بالرغم من وجود العقول والموهبة والمحرك القوي والالتزام. وفي الجانب التقني يعمل المنتدى من الصفر حيث يتم عرض الافلام من خلال افلام « دي في دي» حيث لا تتوفر كاميرات «اتش دي» أو معدات التحرير والضوء والصوت والبث . ويشدد اعضاء المنتدى جميعا على ان تطوير السينما الفلسطينية ليست فقط رغبة شخصية، بل واجب وطني لابلاغ العالم بان فلسطين لديها سينما وتستطيع تبادل الافلام مع العالم . ومن العوائق الاضافية التي تعوق هذا الجهد الحدود المغلقة التي لا يمكن من خلالها دخول أي من المخرجين الكبار الى القطاع، فضلا عن أن جميع معدات التصوير محظورة من قبل اسرائيل ورغم انه لا شيء سهل في غزة الا ان الكثير من الغزاويين مصمم على تحقيق المستحيل رغم الاوضاع الحالية المزرية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية