ولكن كاتبها لم يتطرق إلى الأسباب الموضوعية التي أدت بالكتابة شعراً ونثراً إلى ما هي عليه الآن.
أقول جازما:ً السبب الوحيد هو غياب النقد فلو أن الكتّاب والشعراء يرون أنفسهم في مرآة النقد لما آل الأمر لما هو عليه الآن.
حضرت منذ سنتين وحتى الآن أكثر من ثلاثين أمسية شعرية في المراكز الثقافية بمحافظة اللاذقية فذهلت حين وجدت شعراء من زملائي وأصدقائي احترم ابداعهم وأقدر تميّزهم وقد تراجعوا كثيراً وأصيبوا بالنرجسية وتضخم الأنا وما عادوا يتحملون سماع أي نقدٍ موضوعي.
وحين فاتحت أحدهم سراً بهبوط مستواه قطع علاقته الشخصية بي وصار يتهجم علي في جميع مجالسه.
أنا شخصياً أكتب الشعر الحديث منذ أربعة عقود ولكنني ومنذ سنتين لم أكتب إلا قصائد مناسبات لا أعتبرها ابداعاً رغم اعتقادي أنني خلال رحلتي في كتابة الشعر قدمت مالا يقل عن عشر قصائد مهمة، كان الشاعر الكبير بدوي الجبل يمضي ستة أشهر في كتابة القصيدة وتدقيقها حتى تغدو كالقلعة التاريخية لذا لا يمكن أن تجد في جميع قصائده كلمة في غير موضعها.
وقديماً قيل الفرزدق ينحت من صخر وجرير يغرف من بحر.
وما ينطبق على بدوي الجبل ينطبق على امرئ القيس والمتنبي وبدر شاكر السياب وأدونيس.
فالشعر لا يحتمل الهذر ومن نضب ابداعه فليعترف وليتوقف